يواصل الشيعة الروافض نشر روايات باطلة وأحاديث مكذوبة حول الصحابة الكرام وأمهات المؤمنين، مستندين في ذلك إلى رواةٍ مجروحين أو متروكين، يضعون الأحاديث خدمةً لأهواء طائفية وأغراض سياسية. ومن أبرز هؤلاء سيف بن عمر التميمي، الذي أجمع علماء الحديث على أنه كذاب وضّاع للأحاديث، وقد امتلأت كتبه بالأخبار المختلقة التي يستغلها أعداء الإسلام وأهل البدع للطعن في رموز الأمة.
وفي هذا المقال نناقش إحدى هذه الروايات التي يُنسب فيها إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كلام لا يثبت عنها في وقعة الجمل، ونبيّن ضعفها وسقوطها سنداً ومتناً، وفق أقوال أئمة الجرح والتعديل من أهل السنة والجماعة.
| 
			 النص المنسوب إلى عائشة رضي الله عنها:  | 
		
كَتَبَ إلى السري، عن شعيب، عن سيف، عن الصعب بن عطية ابن بِلالٍ، عن أبيه، قال: اشتدَّ الأمر حتى أرزت مَيْمَنَةُ الكوفة إلى القلب حتى لزقت به، ولزقت مَيْسَرَةُ البصرة بقلبهم، ومنعوا مَيْمَنَةَ أهل الكوفة أن يختلطوا بقلبهم، وإن كانوا إلى جنبهم، وفعلت مثل ذلك مَيْسَرَةُ الكوفة ومَيْمَنَةُ البصرة، فقالت عائشة رضي الله عنها لمن عن يسارها: من القوم؟
قال صبرة بن شَيْمَان: بنوك الأزد، قالت: يا آل غسان! حافظوا اليوم جِلادكم الذي كنا نسمع به، وتمثلت:
وَجَالَدَ مِنْ غَسَّانَ أَهْلُ حِفَاظِهَا ... وَهِنْبٌ وَأَوْسٌ جَالَدَتْ وَشَبِيبٌ
| 
			 الجواب على الرواية وبيان ضعفها:  | 
		
هذه الرواية باطلة لا تصحّ عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وعلّتها الأساسية أنها من روايات سيف بن عمر، وهو كذاب متروك الحديث عند أهل السنة.
| 
			 أولاً: حال الراوي سيف بن عمر:  | 
		
قال العلماء فيه أقوالاً شديدة:
◘ قال ابن حبان: "كان يروي الموضوعات عن الأثبات، لا يحل كتابة حديثه إلا على سبيل التعجب".
◘ وقال ابن معين: "ضعيف الحديث فاسد الرواية".
◘ وقال الذهبي: "اتفقت الأمة على وهن سيف بن عمر".
وعليه، فإن وجود سيف بن عمر في الإسناد كافٍ للحكم على الرواية بالبطلان.
| 
			 ثانياً: الراوي شعيب بن إبراهيم الكوفي:  | 
		
ورد ذكره في كتب الرجال على أنه مجهول الحال، وقد نقل الأئمة أقوالهم فيه:
◘ قال ابن عدي: "ليس بالمعروف، وله أحاديث فيها نكارة وفيها تحامل على السلف".
◘ وقال ابن حجر في لسان الميزان (3/154): "شعيب بن إبراهيم الكوفي، راوية كتب سيف عنه، فيه جهالة".
◘ وقال الذهبي في ميزان الاعتدال (2/275): "شعيب بن إبراهيم الكوفي، فيه جهالة".
◘ وذكره ابن الجوزي في المغني في الضعفاء (1/298) وقال: "الراوي عن سيف، كتبه فيه جهالة".
وبذلك يتضح أن الإسناد واهٍ جداً لوجود راوٍ مجهول وآخر كذاب.
| 
			 النتيجة:  | 
		
الرواية منكرة موضوعة، لا يجوز نسبتها إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ولا يُحتج بها في شيء من التاريخ أو الفقه، لأن سندها مبني على الكذب والجهالة.
كما أن المتن نفسه لا يليق بمقام عائشة رضي الله عنها التي ثبت عنها في الأحاديث الصحيحة أنها كانت تندم على خروجها في الجمل، وتدعو الله أن يغفر لها، ولم تُعرف عنها أقوال تشجع القتال أو الحماسة الحربية.
| 
			 الرد على الشبهة:  | 
		
الشيعة يستغلون هذه الرواية للطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، مدّعين أنها كانت تُشجع المقاتلين في الجمل، وهذا كذب صريح؛ فالرواية ساقطة سندًا كما بيّنا، ولو ثبتت لما خفيت عن كبار المحدثين كالإمام البخاري أو مسلم أو ابن سعد.
بل الثابت الصحيح أن عائشة رضي الله عنها ندمت بعد الجمل كما في مصنف ابن أبي شيبة (8/716) والبداية والنهاية (7/270)، وكانت تقول:
"وددت أني كنت غُصناً رطباً ولم أخرج يوم الجمل".
وهذا يدل على صدق توبتها وأنها لم تخرج إلا للإصلاح بين المسلمين، لا لقتال أحد منهم.
| 
			 المصادر:  | 
		
1) لسان الميزان – ابن حجر العسقلاني (ج3 ص154).
2) ميزان الاعتدال – الذهبي (ج2 ص275).
3) المغني في الضعفاء – الذهبي (ج1 ص298).
4) الجرح والتعديل – ابن أبي حاتم (ج9 ص110).
5) البداية والنهاية – ابن كثير (ج7 ص270).
6) مصنف ابن أبي شيبة (8/716).