يُعَدّ حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه من الأحاديث الجامعة التي أسست لمنهج أهل السنة والجماعة في التمسك بالوحي والاقتداء بالصحابة الكرام، وخاصة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم. فقد ألقى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف موعظةً بليغة، أبكت العيون وأثرت في القلوب، وبيّن فيها أن الأمة ستشهد بعد وفاته اختلافًا كثيرًا، وأن النجاة تكون في لزوم سنته والاقتداء بسنة الخلفاء الراشدين المهديين.
وتكمن أهمية هذا الحديث في كونه دستورًا يوضح الطريق الصحيح في زمن الفتن والاختلاف، حيث أكّد النبي صلى الله عليه وسلم أن الهداية لا تكون إلا في اتباع سنته، وسنة أصحابه الذين ورثوا علمه وعملوا بوصاياه، ولم يأتوا بشيء محدث من عند أنفسهم، بل كانوا مفسرين وموضحين ومجتهدين في تنزيل سنة الرسول صلى الله عليه وسلم على وقائع الأمة.
ومن هنا يظهر أن سنة الخلفاء ليست سنة مستقلة عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما هي امتداد لها من حيث النقل المباشر أو من حيث الفهم والاستنباط الصحيح للنصوص. وهذا يوضح سرّ الحثّ على التمسك بها وعضّها بالنواجذ، إذ لا انفكاك بين سنة الرسول وسنة خلفائه الراشدين، بل هما وجهان لمعنى واحد، كما قرره أئمة العلم من أمثال الشاطبي والقرطبي والسيوطي رحمهم الله.
قال الامام احمد:
" 17142 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي ابْنَ صَالِحٍ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، قَالَ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: " قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ، فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُ كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ حَيْثُمَا انْقِيدَ انْقَادَ "[1]
وقال ابو عبد الله الحاكم في المستدرك بعد ان ذكر الحديث:
«هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ لَيْسَ لَهُ عِلَّةٌ، وَقَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو، وَثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَرُوِي هَذَا الْحَدِيثُ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الِاعْتِصَامِ بِالسُّنَّةِ وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّهُمَا رَحِمَهُمَا اللَّهُ تَوَهَّمَا أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ رَاوٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ غَيْرِ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، وَقَدْ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ الْمُخَرَّجُ حَدِيثُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
329 - صحيح ليس له علة "
المستدرك على الصحيحين مع تعليقات الامام الذهبي – ابو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم – ج 1 ص 174
وفي المسند ايضا: " 17144 - حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ، عَنْ عِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، قَالَ: صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ......فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، ...... "[2]
وفيه ايضا: " 17145 - حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو السُّلَمِيُّ، وَحُجْرُ بْنُ حُجْرٍ، قَالَا: أَتَيْنَا الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ ........فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ [3]
وفي سنن الامام ابن ماجة:
" 42 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ يَعْنِي ابْنَ زَبْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ..........فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» .
تحقيق الألباني: صحيح، الإرواء (2455)، المشكاة (165)، الظلال (26 - 34)، التراويح "
صحيح وضعيف سنن ابن ماجة – محمد ناصر الدين الالباني - ج 1 ص 114
وفي السنة لابن ابي عاصم:
" 58- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَوْفٍ حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ مِثْلَ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ وَقَالَ:"وَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ".
حديث صحيح انظر الحديث 56.
59- ثنا عِيسَى بْنُ خَالِدٍ ثنا أَبُو الْيَمَانِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ أَرْطَاةَ بْنِ الْمُنْذِرِ عن المهاصر ابن حَبِيبٍ عَنِ الْعِرْبَاضِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:"فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عُضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ "
حديث صحيح وهو طرف من حديث العرباض في الموعظة المتقدم 54 وقد مضى بعضه بهذا الإسناد 28 مع الكلام عليه "
السنة لابن ابي عاصم ومعه ظلال الجنة للالباني – ج 1 ص 30
وفي هذا الحديث العظيم الذي قاله النبي صلى الله عليه واله وسلم دلالة واضحة على اتباع طريقة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، وذلك لاختصاصهم برسول الله صلى الله عليه واله وسلم بطول الصحبة، والقرب منه صلى الله عليه واله وسلم، فسنتهم هي نفس سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا غير اما من ناحية النقل، او الفهم، قال الامام القرطبي: " فَقَرَنَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَمَا تَرَى سُنَّةَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ بِسُنَّتِهِ، وَإِنَّ مِنِ اتِّبَاعِ سُنَّتِهِ اتِّبَاعَ سُنَّتِهِمُ، وَإِنَّ الْمُحْدَثَاتِ خِلَافُ ذَلِكَ، لَيْسَتْ مِنْهَا فِي شَيْءٍ، لِأَنَّهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ فِيمَا سَنُّوهُ: إِمَّا مُتَّبِعُونَ لِسُّنَّةِ نَبِيِّهِمْ عَلَيْهِ السَّلَامُ نَفْسِهَا، وَإِمَّا مُتَّبِعُونَ لِمَا فَهِمُوا مِنْ سُنَّتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْجُمْلَةِ وَالتَّفْصِيلِ عَلَى وَجْهٍ يَخْفَى عَلَى غَيْرِهِمْ مِثْلُهُ، لَا زَائِدَ عَلَى ذَلِكَ "
الاعتصام – ابو اسحاق ابراهيم بن موسى الشاطبي – ج 1 ص 118
فليس للخلفاء سنة مستقلة عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وانما هم تبع لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم، فلا تخرج سنتهم من ان تكون نقلا عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالنص، او فهما واستباطا من النصوص، كما قال الامام الشاطبي، ولهذا قال النبي صلى الله عليه واله وسلم ((تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ)) ولم يقل تمسكوا بهما، وعضوا عليهما بالنواجذ، وذلك لان السنة واحدة وهي سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، والواو في قوله عليه الصلاة والسلام ((بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين)) تفيد اشتراك المعطوف والمعطوف عليه، ولا تفيد الترتيب، ولا التعقيب، ونظيرها في القران قوله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238): البقرة﴾ []، فمن المعلوم ان الصلاة الوسطى هي من جنس الصلوات ولم تكن زائدة عليها، فيوجد في لغة العرب عطف الشيء على نفسه من باب التاكيد، ولذلك نقول كما ان الصلاة الوسطى من جنس الصلوات، ولا تقتضي الواو التغاير، فكذلك هي سنة الخلفاء الراشدين بالنسبة لسنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لا تقتضي المغايرة لانها من نفس الجنس .ولكن لا بد من القرينة الدالة على ذلك، وذلك لان العطف في الاصل يفيد المغايرة، ولكن بوجود القرينة نستطيع ان نحكم على العطف بانه لا يفيد المغايرة وانما يفيد التاكيد، والقرينة في الحديث هي قوله عليه الصلاة والسلام: ((فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء)) فكلاهما معرف بالاضافة، فاذا كانا كلاهما معرف فالغالب ان الثاني هو الاول، قال السيوطي رحمه الله: " فَإِنْ كَانَا مَعْرِفَتَيْنِ فَالثَّانِي هُوَ الْأَوَّلُ غَالِبًا دَلَالَةً عَلَى الْمَعْهُودِ الَّذِي هُوَ فِي الْأَصْلِ فِي اللَّامِ أَوِ الْإِضَافَةِ نَحْوَ: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ ..."
الاتقان – جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي – ج 2 ص 351
فالمضاف الأول في الحديث لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم، والمضاف الثاني للخلفاء الراشدين، فكلاهما معرف .
والقرينة الاخرى قوله عليه الصلاة والسلام ((تمسكوا بها، وعضوا عليها)) بالمفرد لا المثنى، وذلك لان المؤدى واحد، وهذا نظير قوله تعالى: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ﴾ [(62): التوبة]، وذلك لان ارضاء الله تعالى لا ينفك عن ارضاء الرسول صلى الله عليه واله وسلم، ولهذا قال الله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴾ [(80): النساء]، فلما كان التلازم متحقق للطاعة والرضى افرد الضمير.
ولهذا قال الامام السيوطي:
" مِثَالُ إِطْلَاقِ الْمُفْرَدِ عَلَى الْمُثَنَّى: ﴿وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ﴾ أَيْ يُرْضُوهُمَا فَأُفْرِدَ لِتَلَازُمِ الرِّضَاءَيْنِ "
الاتقان – جلال الدين عبد الرحمن بن ابي بكر السيوطي – ج 3 ص 129
وقال ابو عبيدة:
﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها﴾ (34) صار الخبر عن أحدهما، ولم يقل «ولا ينفقونهما» والعرب تفعل ذلك، إذا أشركوا بين اثنين قصروا فخبّروا عن أحدهما استغناء بذلك وتخفيفا، لمعرفة السامع بأن الآخر قد شاركه ودخل معه فى ذلك الخبر "
مجاز القران – ابو عبيدة معمر بن المثنى التيمي – ج 1 ص 257
وقال ابو حيان التوحيدي:
" وقال بعض العلماء: يقوم الشيء مقام الشيء، منه قولهم: إسحاق ذبيح الله ولم يذبح قال: " والله ورسوله أحق أن يرضوه " التوبة:62، ولم يقل يرضوهما إذ كان رضاه رضى رسوله "
البصائر والذخائر – ابو حيان علي بن محمد بن العباس التوحيدي – ج 9 ص 127
ومن يعترض على عود الضمير للأقرب فيقول التمسك بالسنة، والعض عليها بالنواجذ يكون لسنة الخلفاء لانها الاقرب، فهذا مخطيء، وذلك لان الله تعالى قال: ﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [(9): الفتح]، فالضمير في قوله تعالى ﴿وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ لو عاد للأقرب وهو الرسول لفسد المعنى، فيعود التسبيح لله تعالى قطعا.
ولهذا نقول ان قوله عليه الصلاة والسلام ((تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ)) يفيد بأنه لا يحصل التمسك بأحدهما الا والاخر معه، فتبين معنى الحديث النبوي الشريف، والمراد منه، هو الحث، والتمسك بسيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، بما نقلوه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، وبما استنبطوه، وفهموه من نصوص القران والسنة والله اعلم .
ولقد ورد في كتب الرافضة ما يدل على ان لعلي رضي الله عنه سنة كما لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسنة
قال الكليني:
" 8 - عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ ومُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ جَمِيعاً عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ دَخَلْتُ أَنَا وأَبِي وجَدِّي وعَمِّي حَمَّاماً بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا رَجُلٌ فِي بَيْتِ الْمَسْلَخِ فَقَالَ لَنَا مِمَّنِ الْقَوْمُ فَقُلْنَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالَ وَأَيُّ الْعِرَاقِ قُلْنَا كُوفِيُّونَ فَقَالَ مَرْحَباً بِكُمْ يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ أَنْتُمُ الشِّعَارُ دُونَ الدِّثَارِ ثُمَّ قَالَ مَا يَمْنَعُكُمْ مِنَ الْأُزُرِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) قَالَ عَوْرَةُ الْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ حَرَامٌ قَالَ فَبَعَثَ إِلَى أَبِي كِرْبَاسَةً فَشَقَّهَا بِأَرْبَعَةٍ ثُمَّ أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا وَاحِداً ثُمَّ دَخَلْنَا فِيهَا فَلَمَّا كُنَّا فِي الْبَيْتِ الْحَارِّ صَمَدَ لِجَدِّي فَقَالَ يَا كَهْلُ مَا يَمْنَعُكَ مِنَ الْخِضَابِ فَقَالَ لَهُ جَدِّي أَدْرَكْتُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي ومِنْكَ لَا يَخْتَضِبُ قَالَ فَغَضِبَ لِذَلِكَ حَتَّى عَرَفْنَا غَضَبَهُ فِي الْحَمَّامِ قَالَ ومَنْ ذَلِكَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنِّي فَقَالَ أَدْرَكْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) وهُوَ لَا يَخْتَضِبُ قَالَ فَنَكَسَ رَأْسَهُ وتَصَابَّ عَرَقاً فَقَالَ صَدَقْتَ وبَرِرْتَ ثُمَّ قَالَ يَا كَهْلُ إِنْ تَخْتَضِبْ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) قَدْ خَضَبَ وهُوَ خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) وإِنْ تَتْرُكْ فَلَكَ بِعَلِيٍّ سُنَّةٌ قَالَ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنَ الْحَمَّامِ سَأَلْنَا عَنِ الرَّجُلِ فَإِذَا هُوَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) ومَعَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ (عليه السلام) "
الكافي – الكليني - ج 6 ص 497 – 498، وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – موثق – ج 22 ص 398
فهل يقول الرافضة بأن سنة علي رضي الله عنه مختلفة عن سنة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟!!!
[1] حديث صحيح بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن.... " مسند الامام احمد – تحقيق شعيب الارناؤوط – ج 28 ص 367، وسنن أبي داود – سليمان بن الاشعث السجستاني – ج 4 ص 201، وصحيح ابن حبان – ابو حاتم محمد بن حبان البستي – ج 1 ص 178، وسنن الدارمي – عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي - ج 1 ص 229، والمعجم الكبير – ابو القاسم سليمان بن احمد الطبراني – ج 18 ص
[2] حديث صحيح، سلف الكلام عليه برقم (17142) ، ورجاله ثقات.. " مسند الامام احمد – تحقيق شعيب الارناؤوط – ج 28 ص 373
[3] حديث صحيح " مسند الامام احمد – تحقيق شعيب الارناؤوط – ج 28 ص 375، وسنن أبي داود – سليمان بن الاشعث السجستاني – ج 4 ص 200