منذ فجر التاريخ الإسلامي والفرقة الضالّة الشيعة الروافض تسعى بكل وسيلة إلى تشويه صورة الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وبثّ الفتن بين المسلمين، ومن أكبر دعاواهم الباطلة زعمهم أن هناك عداوة وخصومة دنيوية بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وأن ما وقع بينهما كان صراعاً على الملك والسلطة.
وهذه الدعوى المريضة ليست مجرد قراءة تاريخية، بل هي أساس من أسس العقيدة الرافضية التي قامت على الطعن في الصحابة، ونقض وحدة الأمة، وهدم ثقة المسلمين بأصول دينهم. غير أن الحقيقة الناصعة — التي تشهد بها النصوص الصحيحة والروايات الثابتة في كتبهم هم قبل كتب أهل السنة — تثبت أن الخلاف بين علي ومعاوية كان خلافاً اجتهادياً في الفقه والسياسة الشرعية، لا صراعاً على الدين أو الإمامة، وأن كليهما من كبار المؤمنين المجتهدين الذين أرادوا نصرة الإسلام بوجهتي نظر مختلفة.
بل إن علياً رضي الله عنه نفسه كما روى عنه جعفر الصادق وأبوه في كتب الشيعة قال: «هم إخواننا بغوا علينا»، فلم ينسب إلى معاوية وأصحابه شركاً ولا نفاقاً، وإنما رآهم مؤمنين أخطؤوا في الاجتهاد.
وتناقض الشيعة أنفسهم حين يزعمون أن الإمامة منصب إلهي لا يجوز تركه، ثم يقرّون أن علياً قال: «دعوني والتمسوا غيري»، وأن الحسن رضي الله عنه سلّم الخلافة لمعاوية حقناً لدماء المسلمين، فكيف يكون الإمام منصوباً من الله ثم يتنازل عن منصبه الإلهي؟!
إنّ هذه التناقضات تكشف أن دعوى "الفتنة بين علي ومعاوية" ليست إلا سلاحاً رافضياً لهدم الصحابة والطعن في الدين، وأن من تمسك بالمنهج السني الوسط هو وحده من حفظ حق الجميع، فقال كما قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ﴾ [الحشر: 10].
|
دعوى الفتنة بين علي ومعاوية.. أكذوبة الرافضة لهدم الصحابة |
من جملة الأكاذيب التي تبثها الفرقة الضالّة الشيعة الروافض في حربهم الفكرية ضد الإسلام، دعواهم الباطلة بوجود فتنة وعداوة بين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، مصوّرين الأمر كأنه صراع على الحكم والسلطة، لا اجتهاد في الدين ولا تأويل في الفقه والسياسة الشرعية.
وهذه الدعوى الخبيثة ليست جديدة، بل هي من أسس العقيدة الرافضية التي قامت على الطعن في الصحابة ونقض وحدة الأمة الإسلامية، وقد استغلّوا أحداث الفتنة الكبرى لتشويه صورة خير القرون، متغافلين عن النصوص الصحيحة والآثار الثابتة التي تبرئ الفريقين من النفاق والشرك، وتثبت أنهم إخوة مؤمنون اجتهدوا فاختلفوا، ولم يخرج أحد منهم من دائرة الإيمان.
فالشيعة الذين يزعمون أن الإمامة منصب إلهي لا يحق لأحد تركه أو التنازل عنه، يتناقضون حينما يعترفون أن علياً رضي الله عنه قال: "دعوني والتمسوا غيري"، وأن الحسن سلّم الخلافة لمعاوية حقناً لدماء المسلمين، فكيف يختار الله إماماً ثم يتنازل عن "المنصب الإلهي"؟! أليس هذا ينسف مبدأ الإمامة من أساسه؟
لقد جاءت الروايات الصحيحة في كتبهم هم أنفسهم، لتدحض أباطيلهم، ففي قرب الإسناد ووسائل الشيعة وفقه الصادق يروون عن جعفر الصادق عن أبيه أن علياً قال: "هم إخواننا بغوا علينا"، ولم ينسب أحداً من أهل حربه إلى شرك أو نفاق، وهو إقرار واضح بأن الخلاف كان اجتهادياً لا عقدياً، وبأن علياً كان يرى معاوية وأصحابه مسلمين مؤمنين.
وما يردده أمثال التيجاني الرافضي من أن معاوية هو سبب الفتنة، وأنه قاتل علياً ظلماً، ليس إلا تزييفاً للتاريخ، وجهلاً بالنصوص الشرعية التي تبين أن كلا الفريقين من المؤمنين المجتهدين، وأن الحق كان أقرب إلى عليّ، لكن معاوية ومن معه كانوا متأولين لا باغين عن هوى.
وهكذا يتبيّن أن دعوى الفتنة بين علي ومعاوية إنما هي افتراء رافضي يراد به هدم المعتقدات الإسلامية، والطعن في الصحابة، وتمزيق الأمة، وأن أهل السنة والجماعة هم وحدهم من حفظوا حق الصحابة جميعاً، وقالوا فيهم ما أمر الله به:
﴿ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ﴾ [الحشر: 10].
◘ قرب الإسناد صفحة 45 جعفر عن أبيه أن عليا(ع) لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق ولكن يقول هم إخواننا بغوا علينا
◘ وسائل الشيعة جزء15صفحة83 هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ زِيَادٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيّا(ًع) لَمْ يَكُنْ يَنْسُبُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ حَرْبِهِ إِلَى الشِّرْكِ ولَا إِلَى النِّفَاقِ ولَكِنَّهُ كَانَ يَقُولُ هُمْ إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا
◘ فقه الصادق(ع)-السيد محمد صادق الروحاني جزء 31 صفحة 118: أحكام المسلم على البغاة كخبر مسعدة بن زياد عن جعفر عن أبيه عليهما السلام أن عليا(عليه السلام) لم يكن ينسب أحدا من أهل البغي إلي الشرك ولا إلي النفاق ولكن كان يقول: إخواننا بغوا علينا .
|
الإمامة منصب الهي: |
الله يختار النبي وينص عليه فكذلك يختار الامام وينصبه (أصل الشيعة وأصولها 58).
فاختار الله عليا ولكن عليا اختار أن يقول: دعوني والتمسوا غيري فإني لكم وزيرا خير لكم مني أميرا.
ثم اختار الله الحسن فسلمها الحسن إلى ألد أعداء الشيعة معاوية. ناسفا بذلك هو وأبوه بنيان عقيدة
|
الإمامة من القواعد: |
قال السيد المرتضى في تنزيه الأنبياء:
«فإن قال قائل: ما العذر له عليه السلام في خلع نفسه من الإمامة وتسليمها إلى معاوية مع ظهور فجوره وبعده عن أسباب الإمامة..
ثم بيعته وإظهار موالاته والقول بإمامته حتى سموه مذل المؤمنين وعابوا في وجهه؟
فالجواب: أنه إمام معصوم فلا بد من التسليم لأفعاله»
(بحار الأنوار 44/23 نقل هذا الكلام عن مستدرك الوسائل 6/384)..
|
مبايعة الحسن والحسين معاوية على السمع والطاعة: |
ودعوتهما الناس إلى البيعة قال المجلسي «عن سفيان قال: أتيت الحسن لما بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط من قومه فقلت له: السلام عليك يا مذل المؤمنين»
(مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني ص44 تنزيه الأنبياء 169بحار الأنوار28/258 و44/57 و59 و62/237).