من أعجب ما تفعله الفرقة الشيعية الضالة عبر التاريخ هو اختلاق الأحاديث والروايات الباطلة لتشويه الإسلام وأهله، خصوصًا في مسائل الخلاف والفتن الأولى التي شهدها تاريخ الأمة. فقد عُرف الشيعة عبر القرون بـ تحريف النصوص، والكذب في النقل، وتزييف الوقائع لتثبيت باطلهم. وليسوا من جماعة المسلمين، بل هم فرقة منحرفة مبتدعة اتخذت الكذب والتقية دينًا، ونصوصهم نفسها تشهد عليهم.

ومن أكثر ما استغله الرافضة لترويج مذهبهم هو الافتراء على أمير المؤمنين عليٍّ رضي الله عنه، ونسبته إلى ما لا يليق بمقامه الشريف من تكفيرٍ للصحابة أو سبٍّ لهم، بينما الحق الثابت أن الإمام عليًّا رضي الله عنه لم يُكفّر مخالفيه يوم الجمل ولا يوم صفين ولا النهروان، بل عدّهم إخوانًا له بغوا عليه، وهذه الحقيقة ثابتة في كتب أهل السنة الموثوقة، بل حتى في كتب الشيعة أنفسهم!

ومن هنا فإن كشف هذه الحقيقة ضرورةٌ علمية، ودليلٌ على أن منهج أهل السنة هو المنهج العادل المنصف الذي يُقيم الحكم على الدليل لا على العصبية ولا الهوى.

الروايات الصحيحة عن الإمام علي رضي الله عنه:

من مصنف ابن أبي شيبة (ج 15 ص 256):

" 38919- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ عْن شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ، أَنَّ عَلِيًّا لَمْ يَسْبِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَلَمْ يَقْتُلْ جَرِيحًا.

38920- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ عْن عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَلْعٍ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، أَنَّ عَلِيًّا لَمْ يَسْبِ يَوْمَ الْجَمَلِ وَلَمْ يُخَمِّسْ، قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَلاَ تُخَمِّسُ أَمْوَالَهُمْ، قَالَ: فَقَالَ: هَذِهِ عَائِشَةُ تَسْتَأْمِرُهَا، قَالَ: قَالُوا: مَا هُوَ إِلاَّ هَذَا، مَا هُوَ إِلاَّ هَذَا "

مصنف ابن ابي شيبة - أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة - ج 15 ص 256

من المستدرك على الصحيحين للحاكم (ج 3 ص 424):

"5613 - حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِيُّ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ الطَّنَافِسِيُّ، ثَنَا أَبُو مَالِكٍ الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ أَبِي حَبِيبَةَ، مَوْلَى طَلْحَةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ مَعَ عُمَرَ بْنِ طَلْحَةَ بَعْدَمَا فَرَغَ مِنْ أَصْحَابِ الْجَمَلِ، قَالَ: فَرَحَّبَ بِهِ وَأَدْنَاهُ، قَالَ: " إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ وَأَبَاكَ مِنَ الَّذِينَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غَلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] " فَقَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي، كَيْفَ فُلَانَةُ كَيْفَ فُلَانَةُ؟» قَالَ: وَسَأَلَهُ عَنْ أُمَّهَاتِ أَوْلَادِ أَبِيهِ، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «لَمْ نَقْبِضْ أَرَاضِيَكُمْ هَذِهِ السَّنَةَ إِلَّا مَخَافَةَ أَنْ يَنْتَهِبَهَا النَّاسُ، يَا فُلَانُ انْطَلِقْ مَعَهُ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ، فَمُرْهُ فَلْيُعْطِهِ غَلَّتَهُ هَذِهِ السَّنَةَ، وَيَدْفَعُ إِلَيْهِ أَرْضَهُ»، فَقَالَ رَجُلَانِ جَالِسَانِ إِلَى نَاحِيَةٍ، أَحَدُهُمَا الْحَارِثُ الْأَعْوَرُ: اللَّهُ أَعْدَلُ مِنْ ذَلِكَ أَنْ نَقْتُلَهُمْ وَيَكُونُوا إِخْوَانَنَا فِي الْجَنَّةِ، قَالَ: «قَوْمًا أَبْعَدُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَسْحَقُهَا فَمَنْ هُوَ إِذا لَمْ أَكُنْ أَنَا وَطَلْحَةُ يَا ابْنَ أَخِي إِذَا كَانَتْ لَكَ حَاجَةٌ فَأْتِنَا» هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ "

[التعليق - من تلخيص الذهبي]:  5613 - صحيح " المستدرك على الصحيحين مع تعليق الامام الذهبي في التلخيص - محمج بن عبد الله الحاكم - ج 3 ص 424، والسنن الكبرى - ابو بكر احمد بن الحسين البيهقي -  ج 8  ص 173

ومن أقوال الأئمة بعده:

ونقل الامام ابن ابي شيبة قول الامام ابو جعفر الباقر في ايمان اهل الجمل، فقال: "38923- حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ: حدَّثَنَا مِسْعَرٌ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ يَقُولُ: لَمْ يَكْفُرْ أَهْلُ الْجَمَلِ "

مصنف ابن ابي شيبة - أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة - ج 15 ص 257، وتعظيم قدر الصلاة - محمد بن نصر المروزي - ج 2 ص 547

روايات الشيعة التي تهدم مذهبهم:

حتى في كتب الشيعة أنفسهم وردت الروايات نفسها التي تؤكد أن عليًا رضي الله عنه لم يُكفّر مخالفيه:

في قرب الإسناد للحميري القمي (ص 86–94):

وفي كتب الرافضة، بإسناد معتبر في كتاب قرب الاسناد للحميري،: " 282 - الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه: أن عليا عليه السلام................

318 - جعفر، عن أبيه عليه السلام: أن عليا عليه السلام لم يكن ينسب أحدا من أهل حربه إلى الشرك ولا إلى النفاق، ولكنه كان يقول: " هم إخواننا بغوا علينا"

قرب الاسناد - الحميري القمي - ص 86 – 94

وفيه ايضا: " 282 - الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه: أن عليا عليه السلام................

313 - جعفر، عن أبيه: أن عليا عليه السلام كان يقول لأهل حربه: " إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم، ولم نقاتلهم على التكفير لنا، ولكنا رأينا أنا على حق، ورأوا أنهم على حق"

قرب الاسناد - الحميري القمي - ص 86 – 93

وفي مسند زيد بن علي رحمه الله تبين عدم تكفير علي رضي الله عنه لمن قاتله: " حدثني زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي عليهم السلام انه أتاه رجل فقال يا أمير المؤمنين أكفر أهل الجمل وصفين وأهل النهروان؟ قال لا، هم إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم حتى يفيئوا إلى امر الله عز وجل "

مسند زيد بن علي - زيد بن علي - ص 410