الإمام عليٌّ رضي الله عنه يعاقب من شتم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.. موقف شريف يكشف زيف الروايات الشيعية

تسعى الفرقة الشيعية الضالة منذ قرون إلى تشويه صورة الصحابة الكرام رضي الله عنهم، من خلال وضع الروايات المكذوبة والقصص المختلقة التي لا أصل لها في كتب أهل السنة. ومن أكثر ما يعتمدون عليه في ترويج باطلهم: إلصاق العداء بين الإمام عليٍّ رضي الله عنه وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ليُظهروا عليًّا في موقف الخصومة مع الصحابة، بينما الثابت في المصادر الصحيحة أنه كان من أشد الناس تعظيمًا لأمهات المؤمنين، ومحافظًا على مكانتهن كما أمر الله تعالى في قوله: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْالأحزاب: 6.

وفي هذا المقال نعرض رواية صحيحة من البداية والنهاية لابن كثير، تثبت عدل الإمام عليٍّ رضي الله عنه، وأنه عاقب من تطاول على السيدة عائشة رضي الله عنها، ليظهر للعقلاء كذب الروايات الشيعية التي تصوّره في خصومة معها.

الإمام عليٌّ رضي الله عنه يجلد من نال من أم المؤمنين

روى ابن كثير في “البداية والنهاية” (ج7 ص267):

«فقال له رجل: يا أمير المؤمنين، إن على الباب رجلين ينالان من عائشة، فأمر عليٌّ القعقاع بن عمرو أن يجلد كل واحد منهما مائة، وأن يُخرجهما من ثيابهما».

وهذه الرواية من أصدق الشواهد على عدالة الإمام عليٍّ رضي الله عنه، وحرصه على صيانة أعراض أمهات المؤمنين، وأنه لم يكن راضيًا عن أي تجاوز في حقهن، بل كان يعاقب بشدة من يسبّهن أو يتطاول عليهن.

دلالة الموقف: عليٌّ رضي الله عنه ناصرٌ للحق مدافعٌ عن الصحابة

إن هذا الموقف العظيم من الإمام عليٍّ يؤكد بوضوح أن ما يُروّجه الشيعة من عداوته لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها محض كذب وافتراء، فلو كان بينهم خصومة كما يزعمون، لما أقام حدًّا على من شتمها.

بل إنّ الإمام عليًّا كان يرى أن شتمها إثمٌ عظيم وعدوان على مكانتها كزوجةٍ لرسول الله ﷺ.

وقد روى العلماء عن عليٍّ مواقف كثيرة تدل على حبه لأهل بيت النبي جميعًا، بمن فيهم أمهات المؤمنين، وإقراره بفضل أبي بكر وعمر وسائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. .

ردٌّ على الشبهة الشيعية

يستدلّ بعض أتباع الشيعة برواياتٍ موضوعة، منسوبة إلى كتب غير سنية كـ«الفتوح» لابن أعثم الرافضي أو «شرح نهج البلاغة» لابن أبي الحديد، ليثبتوا أن الإمام عليًّا كان في خصومة مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

لكن هذه المصادر لا يُعوَّل عليها، لأنها تعود إلى رواة كذابين أو متهمين بالتشيع، كما نصّ على ذلك العلماء في كتب الجرح والتعديل.

أما أهل السنة فقد نقلوا النصوص الصحيحة التي تُظهر محبة الإمام عليٍّ لزوجات النبي ﷺ واحترامه لهن، وأنه كان يرى الطعن فيهن كفرانًا لحق رسول الله ﷺ. .

موقف عليٍّ من الصحابة وأهل البيت

لم يكن الإمام عليٌّ رضي الله عنه في يومٍ من الأيام ضد الصحابة، بل كان أحد أعلامهم، يجلّهم ويعرف لهم فضلهم، وكان يقول:

«خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر» – رواه ابن أبي شيبة وغيره.

وهذه النصوص تكشف زيف دعوى الشيعة الذين ينسبون إليه أقوالًا لا أصل لها. فالإمام عليٌّ كان نموذجًا للعدل، بعيدًا عن الغلوّ والافتراء الذي نشره أتباع الفرقة الضالة على مرّ العصور. .

الإمام عليٌّ والإصلاح بين المسلمين

وفي مواقف أخرى عديدة، كما ثبت في “البداية والنهاية” (7/264)، كان الإمام عليٌّ رضي الله عنه يقول ويفعل كل ما يؤدي إلى الإصلاح بين المسلمين، لا إثارة الفتن أو القتال. قال ابن كثير:

«إن عليًّا إنما يريد الإصلاح بين الناس».

فهذا هو نهجه: الإصلاح والعدل، لا الحقد ولا السبّ ولا الانتقام كما يزعم المغالون من الشيعة.