يُعرف الشيعة عبر التاريخ بأنهم فرقة ضالّة خرجت عن جماعة المسلمين، وابتدعوا في الدين ما ليس منه، حتى صاروا يطعنون في كبار أئمة الإسلام الذين حفظ الله بهم السنّة المطهّرة من التحريف والضياع. لم يسلم من ألسنتهم لا الصحابة ولا المحدثون ولا أئمة العقيدة من الأشاعرة وأهل السنّة. بل بلغ بهم الانحراف إلى الطعن في أئمة الجرح والتعديل الذين نقلوا السنة النبوية بالأسانيد المتواترة، ومن هؤلاء الإمام الكبير أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني رحمه الله، إمام عصره في الحديث والعلل، وصاحب "السنن" التي اعتمدها العلماء بعد البخاري ومسلم.
إنّ هذا الطعن الرافضي في أئمة الإسلام ليس إلا استمرارًا لنهجهم في الكذب والوضع والطعن في العدول، وهي طريقة قديمة استخدموها لتشويه رموز السنّة ولتثبيت عقائدهم الفاسدة المبنية على الغلوّ في الأئمة والطعن في الصحابة وأهل العلم.
الرافضة يطعنون في الإمام الدارقطني:
لقد طعن علماء الشيعة الإمامية في الإمام الدارقطني رحمه الله، وهو من كبار المحدثين النقاد الذين أفنوا أعمارهم في خدمة حديث رسول الله ﷺ، فقال الشاهرودي في كتابه مستدركات علم رجال الحديث:
"17694 – الدارقطني: اسمه علي بن عمر. هو من العامة وكان ناصبيًا. مات سنة 385 هـ"
📚 مستدركات علم رجال الحديث – علي النمازي الشاهرودي – ج 8 ص 514.
وهذا النصّ كافٍ في بيان حقد الرافضة على أئمة السنّة، إذ يصفونهم بـ "النواصب"، أي أعداء آل البيت، لمجرد أنهم لم يوافقوهم على عقيدتهم الباطلة في الإمامة والولاية.
🧭 الدارقطني ومنزلته في الإسلام:
الدارقطني رحمه الله أحد أئمة الحديث الكبار، وُلد سنة 306 هـ، واشتهر بعلمه الواسع في العلل والرجال والقراءات.
قال فيه الإمام الذهبي:
"الإمام الحافظ، الحجة، شيخ الإسلام، علم الجهابذة، انتهى إليه علم الأثر ومعرفة علل الحديث."
سير أعلام النبلاء (ج 16 / ص 449).
وقال الإمام الخطيب البغدادي:
"كان حافظ عصره، وعلّامة وقته، انتهى إليه علم الأثر ومعرفة علله ورجاله."
فهل يُعقل أن يُرمى مثل هذا الإمام الجليل بالنصب؟! إنما هو حقد دفين على كل من نقل حديث النبي ﷺ الصحيح وردّ الأحاديث الموضوعة التي وضعها الرافضة لنصرة باطلهم.
الرد على الطعن الرافضي
إنّ وصف الدارقطني بأنه "ناصبي" ليس إلا فرية باطلة، لأن الرافضة يعتبرون كلّ من لم يؤمن بعقيدة الإمامة الاثني عشرية ناصبيًا. فكلّ أهل السنّة في ميزانهم نصاب، وكلّ من قدّم أبا بكر وعمر على عليّ رضي الله عنهم عُدّ عندهم من أعداء آل البيت.
والحقيقة أن هذا الطعن لا يضرّ إلا أصحابه، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ [النحل:105].
فمن أعظم الكذب أن يُتّهم أئمة الإسلام بالعداوة لأهل البيت، وهم من أكثر الناس حبًّا لهم واتباعًا لهديهم. وقد نقل العلماء عن الدارقطني رحمه الله تعظيمه لعليّ رضي الله عنه، ومحبته لآل البيت، ولكن دون غلوّ ولا إفراط.