من تأمل في تراث الرافضة وجد أن عداوتهم لأهل السنة ليست وليدة اليوم، بل هي عقيدة راسخة في مذهبهم منذ قرون، تمتد لتشمل الصحابة، والأئمة، والعلماء، وكل من خالفهم في بدعهم.

وقد تجاوزوا في طعونهم حدود الإنصاف، فطعنوا في الإمام الفخر الرازي أحد كبار علماء الأشاعرة – رغم أنه توفي سنة 606 هـ، أي قبل ولادة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بأكثر من خمسة قرون.

ومع ذلك نجد في كتبهم وصف الرازي بالناصبي المتعصب والزنديق، لمجرد أنه نقل قول أحد الزيدية في نقد الرافضة. وهذه النصوص تكشف بوضوح مدى الحقد الرافضي على رموز الإسلام وأئمة الفكر الأشعري، الذين وقفوا في وجه خرافاتهم وانحرافاتهم العقائدية.

الفخر الرازي ومكانته في الفكر الإسلامي

وقد ورد عند بالإمامية الطعن بالإمام الفخر الرازي، وقد مات الرازي في سنة 606 هـ، أي أنه قد مات قبل ولادة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ولا علاقة للرازي رحمه الله بما يسمى بالدعوة الوهابية، فمن المعلوم أن أبا عبد الله الرازي كان من كبار الأشاعرة.

نصوص الرافضة في الطعن بالفخر الرازي

المجلسي يصف الفخر الرازي بالناصبي المتعصب:

قال المجلسي: " حتى أن الناصبي المتعصب " الفخر الرازي " ذكر في خاتمة كتاب المحصل حاكيا عن سليمأن بن جرير أن الأئمة الرافضة وضعوا القول بالبداء لشيعتهم "

بحار الأنوار - المجلسي - ج 4  ص 123

الخوئي يصف الرازي بالناصبي والزنديق:

وقال الخوئي: " وإذا عرفت ذلك فقد اتضح لك الحال في الأقوال الصادرة عن الأئمة (عليهم السلام) في مقام التقية، فأنا لو حملناها على الكذب السائغ لحفظ أنفسهم وأصحابهم لم يكن بذلك بأس، مع أنه يمكن حملها على التورية أيضا كما سيأتي . وبذلك يتجلى لك افتضاح الناصبي المتعصب أمام المشككين حيث لهج بما لم يلهج به البشر، وقال في خاتمة محصل الأفكار حاكيا عن الزنديق سليمأن بن جرير: أن أئمة الرافضة وضعوا القول بالتقية لئلا يظفر معها أحد عليهم، فأنهم كلما أرادوا شيئا تكلموا به، فإذا قيل لهم: هذا خطأ أو ظهر لهم بطلانه قالوا: إنما قلناه تقية. على أن التفوه بذلك افتراء على الأئمة الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ [النحل: ١٠٥] "

مصباح الفقاهة - الخوئي - ج 1 ص 631 – 632

وكتاب محصل الافكار للرازي رحمه الله، وقد نقل فيه قول سليمان بن جرير الزيدي الذي وصفه الخوئي بالزنديق.

 وقد قال الرازي رحمه الله في خاتمة كتاب المحصل: " ولنختم هذا الكلام بما يحكى عن سليمان بن جرير الزيدي أنه قال إن ائمة الرافضة وضعوا مقالتين لشيعتهم لا يظفر معهما أحد عليهم.

الاول: القول بالبداء فاذا قالوا إنه سيكون لهم قوة وشوكة ثم لا يكون الامر على ما أخبروه قالوا بدا لله تعالى فيه ..........................

والثأني التقية: فكلما ارادوا اشياء يتكلمون به فإذا قيل لهم هذا خطأ وظهر بطلانه قالوا أنما قلناه تقية"

محصل افكار المتقدمين والمتأخرين – الرازي – ص 249 – 250

الشبهة والرد عليها

الشبهة:

زعم الرافضة أن الفخر الرازي ناصبيٌّ كافر لأنه طعن في الأئمة ونقل افتراءً عليهم.

الرد العلمي:

الرازي لم يطعن في الأئمة، وإنما نقل قولًا عن أحد الزيدية في معرض الحديث عن الاختلافات الكلامية، دون أن يقرّه أو يعتمده. والنقل العلمي لا يُعد طعناً، وإلا لوجب تكفير كل مؤرخ أو محدث نقل رأيًا فاسدًا لغيره.

النصب في اصطلاح الرافضة لا يعني العداء لأهل البيت كما يدّعون، بل يعني عندهم مجرد مخالفة مذهبهم، فكل من لم يؤمن بإمامة الاثني عشر فهو ناصبي!

ومن ثم وصفوا كل أهل السنة بالنواصب، بمن فيهم أئمة الإسلام كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، بل حتى الصحابة أنفسهم.

إن البداء والتقية هما من أبرز عقائد الرافضة التي تعارض صريح القرآن والسنة والعقل، وقد أقروا بها في كتبهم المعتمدة مثل الكافي وبحار الأنوار والأنوار النعمانية. فهل نقل الرازي عن الزيدي إلا ما هو ثابت عندهم؟

أسلوب السبّ واللعن الذي استخدمه الخوئي والمجلسي ضد الرازي هو دليل ضعفٍ لا قوة، إذ عجزوا عن الرد بالحجة فلجؤوا إلى الشتائم، وهذا هو سلاح العاجز أمام الحجة العقلية.