من المعلوم أن الرافضة (الشيعة الاثنا عشرية) لا يكتفون بالطعن في الصحابة رضوان الله عليهم، بل تجاوزوا ذلك إلى تكفير جمهور المسلمين، ووصمهم بالكفر والضلال والزندقة، حتى طالت سهامهم فرقة الأشاعرة، وهي من أبرز فرق أهل السنة والجماعة التي حملت لواء الدفاع عن العقيدة الإسلامية وردّ شبهات المبتدعة والملاحدة.
وقد امتلأت كتب الرافضة – قديمها وحديثها – بنصوص صريحة تصف الأشاعرة بأنهم كفار، ومجوس الأمة، بل أسوأ من النصارى والمشركين! وهذا وحده كافٍ لفضح حقيقة هذه الفرقة الضالة التي نصبت العداء لكل من يخالف أهواءها، حتى لو كان من أئمة المسلمين.
في هذا المقال نكشف بالأدلة الموثقة من كتبهم المعتمدة كيف طعن علماء الرافضة في الأشاعرة، ونتبيّن أن هذا الحقد لا يخرج عن كونه امتدادًا لعداوتهم لأهل السنة جميعًا
الرافضة وتكفير الأشاعرة: نصوص فاضحة من كتبهم
نعمة الله الجزائري يصف الأشاعرة بالكفار والمجوس:
يُعدّ نعمة الله الجزائري من كبار علماء الشيعة، وقد ورد عن الرافضة الطعن في معتقد الاشاعرة بأكمله، ومن المعلوم ان الإمام محمد بن عبد الوهاب لم يكن أشعريا، وأن الاشاعرة كانوا قبل ولادة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله بمئات السنين، بل أن من الطاعنين بالأشاعرة الرافضي نعمة الله الجزائري المتوفى في سنة 1112 هـ أي قبل ولادة الإمام محمد بن عبد الوهاب بثلاث سنوات إذ أن الإمام محمد رحمه الله قد ولد في سنة 1115 هـ، ومع ذلك فقد شنّ حملة حاقدة على الأشاعرة، واعتبرهم أسوأ من الكفار.
يقول في كتابه الأنوار النعمانية (ج2 ص191):
«أقول: فالأشاعرة لم يعرفوا ربهم بوجهٍ صحيح، بل عرفوه بوجهٍ غير صحيح، فلا فرق بين معرفتهم هذه وبين معرفة باقي الكفار».
ثم يزيد في حقده فيقول:
«فالأشاعرة ومتابعوهم أسوأ حالاً في باب معرفة الصانع من المشركين والنصارى» (الأنوار النعمانية – ج2 ص191).
ولا يقف الجزائري عند هذا الحد، بل يتهم الأشاعرة بأنهم مجوس الأمة، حيث يقول:
«ومن هذا التحقيق ظهر أن المراد بالقدرية في قوله ﷺ: (القدرية مجوس هذه الأمة) هم الأشاعرة، وذلك أن نسبتهم إليهم قوية جداً كما لا يخفى» (الأنوار النعمانية – ج2 ص192).
بل بلغ به التعدي أن وصفهم بالمجوس في مواضع أخرى فقال:
«وليس له علّة كما توهمه مجوس هذه الأمة وهم الأشاعرة» (الأنوار النعمانية – ج1 ص80).
وهكذا يتضح أن الجزائري يرى أن الأشاعرة – وهم جمهور أهل السنة – أكفر من اليهود والنصارى، وهذا من أشنع ما في كتب الرافضة من تطاول وسفاهة فكرية.
محمد صادق بحر العلوم يصف الأشاعرة بالمجسمة:
وفي كتاب الفوائد الرجالية (ج4 ص15)، كتب الرافضي محمد صادق بحر العلوم طاعنًا في الأشاعرة قائلاً:
«والتشبيه هو التجسيم بكل ألوانه المبحوثة في كتب الكلام، وبه يقول عامة الأشاعرة، وتبرأ منه الإمامية الاثنا عشرية».
فهو يتهم الأشاعرة بأنهم مجسمة يشبّهون الله بخلقه، وهذه تهمة باطلة لا تصدر إلا عن جاهل بمعتقد أهل السنة، إذ أن الأشاعرة من أشد الناس رفضًا للتجسيم، بل هم الذين ردوا على المجسمة والمشبهة في عصورهم، فكيف يُتّهمون بما أنكروه؟!
البروجردي يتهم الأشاعرة بالشرك ونقص التوحيد:
أما الرافضي علي البروجردي، فقد طعن في كل مدارس أهل السنة في كتابه طرائف المقال (ج2 ص241)، فقال:
«الأشاعرة، وهم أكثر السنة، يقولون بتعدد القدماء وكثرتهم مع الله تعالى، ولم يجعلوه قادراً لذاته ولا عالماً لذاته ولا حيّاً لذاته، بل لمعانٍ قديمة يفتقر في هذه الصفات إليها، فجعلوه محتاجاً ناقصاً في ذاته كاملاً لغيره، وهم الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية».
فالبروجردي هنا لا يهاجم الأشاعرة وحدهم، بل يعمم الاتهام على كافة المذاهب الأربعة، ويدّعي أن جميعهم يقولون بتعدد القدماء، أي أنهم مشركون! وهذا افتراء بيّن يدل على الجهل بعقائد أهل السنة، لأن كل هذه المذاهب تُقرّ بوحدانية الله وكمال صفاته، وتؤمن بأنه تعالى لا شريك له ولا مثيل.
تاريخ العداء الرافضي لأهل السنة:
إن الطعن في الأشاعرة ليس حادثًا عابرًا، بل هو امتداد لمنهج الرافضة في تكفير كل من لا يعتقد بإمامة الأئمة الاثني عشر.
ففي كتبهم الأساسية، كـبحار الأنوار والكافي والأنوار النعمانية، نجد أن "المؤمن" عندهم هو من آمن بالأئمة الاثني عشر فقط، ومن أنكر واحداً منهم فهو كافرٌ مشرك، كما قال الخوئي في مصباح الفقاهة، وذكر أن إنكار الولاية يوجب الكفر والزندقة.
إذن، فالأشاعرة عندهم كفار لأنهم – ببساطة – لم يعتقدوا بإمامة الأئمة الاثني عشر!
وهذا يبيّن أن خلافهم ليس علمياً بل عقدي طائفي محض، يقوم على مبدأ "من خالفنا في الإمامة فهو كافر"، وهي قاعدة تناقض الإسلام الذي جعل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أساس الدخول في الدين.
الرد على افتراءات الرافضة:
1- أن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة، وهم من أكثر من دافع عن توحيد الله وتنزيهه عن مشابهة خلقه. وكتبهم – كـ"الإبانة" للأشعري و"اللمع" و"الاقتصاد في الاعتقاد" للغزالي – شاهدة على ذلك.
2- القول بأن الأشاعرة مجوس الأمة أو كفار قول باطل لم يقله أحد من المسلمين، بل هو تطاول يخرق إجماع الأمة. والمجوس هم عبدة النار، ولا يجوز تشبيه من ينزه الله عن الشرك والكفر بهم.
3- الافتراء بأنهم يقولون بتعدد القدماء هو تحريف كلامهم في باب الصفات، فهم لا يثبتون قدم صفات مستقلة عن الذات، بل يقولون إن الصفات غير الذات من حيث المفهوم، لكنها ليست مغايرة لله في الوجود، وهذا هو التحقيق في باب الصفات الإلهية.
4- إن تكفير الرافضة للأشاعرة إنما يعكس ضيق أفقهم العقدي، لأنهم لا يرون الإسلام إلا في حدود مذهبهم، بينما أهل السنة وسّعوا صدرهم للخلاف المعتبر، وجعلوا الولاء والبراء في الإسلام لا في العصبية المذهبية.
الرافضة فرقة ضالة لا تمثل الإسلام:
هذه النصوص كافية لإثبات أن الشيعة الاثني عشرية فرقة ضالة مبتدعة، خرجت عن جماعة المسلمين، وناصبت العداء لأهل السنة على اختلاف مدارسهم، من السلفية إلى الأشاعرة إلى الماتريدية.
إنهم يكفّرون الأمة كلها تقريباً، ويجعلون النجاة محصورة في طائفتهم فقط، وهو مذهب باطل يناقض قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ﴾ [البقرة: 62]
فالإيمان عند الله ليس بالإمامة ولا بالانتماء الحزبي، وإنما بالعقيدة الصحيحة والعمل الصالح.
المصادر:
◘ الأنوار النعمانية – نعمة الله الجزائري – ج1، ج2.
◘ الفوائد الرجالية – محمد صادق بحر العلوم – ج4.
◘ طرائف المقال – علي البروجردي – ج2.
◘ مصباح الفقاهة – السيد أبو القاسم الخوئي.
◘ القرآن الكريم.