لقد انحرفت فرقة الشيعة الاثني عشرية عن الإسلام الحق الذي جاء به النبي محمد ﷺ، فأدخلت في الدين ما ليس منه من العقائد الفاسدة والأحاديث الموضوعة التي تهدف إلى تشويه الإسلام والطعن في أصحابه وأتباعه.

فهذه الفرقة الضالة لا تؤمن بما جاء به الرسول ﷺ كاملاً، بل تؤمن بإمامة مزعومة من اثني عشر إماماً، وتجعل الإيمان بهم شرطًا لدخول الجنة. والأسوأ من ذلك أنهم يكفّرون أهل السنة والجماعة، ويبيحون لعنهم واغتيابهم والطعن فيهم، كما صرح بذلك مرجعهم الكبير أبو القاسم الخوئي في كتابه المشهور "مصباح الفقاهة"، وهو من أهم الكتب الفقهية عند الشيعة.

وهذا المقال يفضح هذا الفكر العدائي المتجذر في عقيدة الرافضة، ويبين كيف جعلوا البراءة من المسلمين عبادة، واللعن والوقيعة في أهل السنة قربى إلى الله بزعمهم.

 

 

النص من كتاب مصباح الفقاهة – للخوئي:

يقول المرجع الشيعي السيد أبو القاسم الخوئي في كتابه مصباح الفقاهة ما نصّه بالحرف:

قوله: (ثم إن ظاهر الأخبار اختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن).

 أقول: المراد من المؤمن هنا من آمن بالله وبرسوله وبالمعاد وبالأئمة الاثني عشر (ع): أولهم علي بن أبي طالب (ع)، وآخرهم القائم الحجة المنتظر عجل الله فرجه، وجعلنا من أعوانه وأنصاره ومن أنكر واحداً منهم جازت غيبته لوجوه: الوجه الأول: أنه ثبت في الروايات[1] والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين، ووجوب البراءة منهم، وإكثار السب عليهم، واتهامهم، والوقيعة فيهم: أي غيبتهم لأنهم من أهل البدع والريب[2].

بل لا شبهة في كفرهم، لأن إنكار الولاية والأئمة حتى الواحد منهم، والاعتقاد بخلافة غيرهم، وبالعقائد الخرافية، كالجبر ونحوه يوجب الكف والزندقة، وتدل عليه الأخبار[3] المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية، وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة، وما يشبهها من الضلالات

.ويدل عليه أيضاً قوله (ع) في الزيارة الجامعة: (ومن جحدكم كافر). وقوله (ع) فيها أيضاً: (ومن وحده قبل عنكم). فإنه ينتج بعكس النقيض أن: من لم يقبل عنكم لم يوحده بل هو مشرك بالله العظيم. وفي بعض الأحاديث الواردة في عدم وجوب قضاء الصلاة على المستبصر: ان الحال التي كنت عليها أعظم من ترك ما تركت من الصلاة[4]

الرد العلمي والعقائدي على هذا الضلال

أولاً: الإسلام دين عدل ورحمة

قال الله تعالى في محكم التنزيل:

﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ﴾ المائدة: 8

فكيف يزعم هؤلاء أنهم من أتباع الإسلام وهم يبيحون الغيبة واللعن والوقيعة في المسلمين الموحدين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؟

ثانياً: النبي ﷺ نهى عن الغيبة مطلقًا

قال رسول الله ﷺ: «كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه» (رواه مسلم)

فلم يفرق ﷺ بين سني وشيعي، ولا بين عربي وأعجمي، بل جعل حرمة المسلم واحدة.

ثالثاً: دعوى أن الإيمان لا يكون إلا بإمامة علي والأئمة الاثني عشر دعوى باطلة لم يأتِ بها القرآن ولا السنة، بل هي بدعة ظهرت بعد مقتل الحسين رضي الله عنه، حين انقسمت الشيعة إلى فرق وضالة، وادعت أن الدين لا يصح إلا بالإيمان بإمام معصوم.

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًاالكهف: 107 ولم يذكر فيها شرط "الولاية" أو الإيمان بالأئمة الاثني عشر.

رابعاً: القول بجواز غيبة المسلم منكر عظيم

هذا من أبطل ما يمكن أن يُنسب إلى الإسلام، فحتى اليهود والنصارى نهى الله عن ظلمهم والاعتداء عليهم بغير حق، فكيف يُباح لعن وسبّ المسلمين؟!

المصادر:

السيد أبو القاسم الخوئي، مصباح الفقاهة، جـ1، صـ503.

القرآن الكريم.

صحيح مسلم، كتاب البر والصلة.

ابن تيميةمنهاج السنة النبوية.

الذهبيالميزان في العقيدة والفرق.

 

[1] راجع الكافي 2: 278، المحاسن: 208، عنهما الوسائل 16: 26

[2] مورد البحث هنا عنوان المخالفين، ومن الواضح ان ترتب الاحكام المذكورة عليه لا يرتبط بالأشخاص على ما ذكره الغزالي في احياء العلوم 3: 111، فانه جوز لعن الروافض كتجويزه لعن اليهود والنصارى والخوارج والقدرية بزعم انه على الوصف الأعم.

[3] راجع الوسائل: 28، باب 6 جملة ما يثبت به الكفر والارتداد من أبواب المرتد: 33

[4] راجع الوسائل: 1، باب 31 عدم وجوب قضاء المخالف عبادته إذا استبصر من مقدمات العبادة: 12