من المعلوم أن فرقة الشيعة الإمامية من أكثر الفرق انحرافًا عن منهج الإسلام الصحيح، فهي تعتمد في عقيدتها على الأحاديث الموضوعة والباطلة التي تخدم مصالحها العقدية والسياسية، وتطعن من خلالها في خيار الأمة من الصحابة والعلماء والأئمة.
وقد بلغ بهم الأمر إلى الطعن في أئمة أهل السنة الأربعة الذين نشروا العلم، وحفظوا السنة، وبنوا المذاهب الفقهية على أساس القرآن والسنة الصحيحة. وهذا الطعن لا يصدر إلا من فرقة ضالة خارجة عن الإسلام الصحيح، تسعى إلى تشويه رموز الأمة وإضعاف ثقة المسلمين بعلمائهم.
نص الشبهة:
قال محمد الرضوى في كتابه (كذبـوا على الشيعة) ص 135:
«ولو أن أدعياء الإسلام والسنة أحبوا أهل البيت (كما يزعمون لما والوا أعدائهم والظالمين لهم والغاصبين حقوقهم، ولتبرؤا ممن ماتت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وهي غاضبة عليهم حتى أوصت أن تدفن ليلا كيلا يحضر الظالمون لها جنازتها، وليعلم المسلمون كافة بذلك وأنهم لم يحضروا جنازتها والصلاة عليها ودفنها فيسخط عليهم موالوها ومحبوها.
ولو أن أدعياء الإسلام والسنة أحبوا أهل البيت) - لاتبعوهم ولما أخذوا أحكام دينهم عن المنحرفين عنهم كأبي حنيفة، والشافعي، ومالك، وابن حنبل الذين لم يكن واحد منهم شاهد رسول الله صلى الله عليه وآله ولا نقل عنه شيئا من حديثه وسنته»!، قال الله تعالى ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ...﴾ [آل عمران: 31] فآية المحبة لأهل البيت (ع) الذين جعل الله مودتهم أجر الرسالة في قوله ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: 23] الاتباع لهم في الأقوال والاقتداء بسيرتهم في الأفعال، والرجوع إليهم لأخذ سنة جدهم منهم (ع) لأن أهل البيت أدرى بما في البيت، وأئمة أصحاب المذاهب الأربعة كانوا في حياد عنهم (ع) فأين علامة هذا الولاء الكاذب ؟
الرد على الشبهة:
أولاً: منزلة الأئمة الأربعة في الإسلام:
الأئمة الأربعة هم ورثة علم النبوة، حملوا السنة، وفسروا الشريعة، وانتشر فقههم في أرجاء الأمة الإسلامية. وكل واحد منهم كان معروفًا بالورع والتمسك بالسنة وحب آل البيت.
الإمام أبو حنيفة النعمان كان من كبار محبي آل البيت، وله مواقف مشهورة في الدفاع عنهم، حتى أنه سُجن وضُرب بسبب رفضه تولي القضاء لبني العباس.
الإمام مالك بن أنس كان يرى أن حب آل البيت من الدين، ويقول: «من أحب آل محمد فهو مؤمن، ومن أبغضهم فهو منافق».
الإمام الشافعي كان يصرح بحبه لأهل البيت في شعره، قائلاً:
يا آل بيتِ رسولِ الله حُبُّكمُ فرضٌ من الله في القرآن أنزلهُ
الإمام أحمد بن حنبل كان يرى فضل آل البيت ويجلّهم، ويقول: «من لم يثبت ولاية علي بن أبي طالب فهو ضال».
فهل بعد هذا يُقال إنهم «منحرفون عن أهل البيت»؟! بل هم أشد الناس اتباعًا للنبي ﷺ ومودةً لآل بيته.
ثانيًا: تأويل الشيعة الفاسد للآيات القرآنية:
❖ قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾ الآية تأمر باتباع النبي ﷺ، لا باتباع الأئمة الاثني عشر كما تزعم الشيعة. فالاتباع هنا للنبي وحده، وليس لغيره، لأنهم لا يُتبعون إلا تبعًا له ﷺ.
❖وقوله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ هذه الآية تدعو إلى محبة قرابة النبي ﷺ لا إلى تأليههم أو جعلهم مصدر تشريع مستقل. فالمودة غير الاتباع المطلق، بل هي حبٌّ قائم على الإيمان والولاء المشروع، دون غلوٍّ ولا انحراف.
ثالثًا: تناقض الرافضة في دعوى حب آل البيت:
الشيعة يزعمون حب آل البيت، لكنهم في الواقع يخالفونهم في العقيدة والمنهج:
فالإمام عليّ رضي الله عنه لم يقل بعصمة الأئمة، ولم يسب الصحابة.
والحسن والحسين رضي الله عنهما لم يدعُ أحدٌ منهما إلى سب أبي بكر أو عمر.
فأين الاتباع الذي يزعمونه؟
بل إن أئمة آل البيت أنفسهم أخذوا علمهم عن الصحابة، كما أخذ زين العابدين عن عبد الله بن عباس، وأخذ جعفر الصادق عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وغيرهم.
فهل هؤلاء أيضاً "منحرفون" كما يزعم الرضوي؟!
المصادر:
◘ كذبوا على الشيعة – محمد الرضوي – ص 135.
◘ الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء – ابن عبد البر.
◘ مناقب الشافعي – البيهقي.
◘ طبقات الحنابلة – ابن أبي يعلى.
◘ سير أعلام النبلاء – الذهبي.
◘ الدرر السنية في الرد على الرافضة الإمامية – عبد الرحمن الدمشقي.
                
                        