من أكثر الشبهات التي يتمسك بها الرافضة لتبرير شركياتهم دعوى أن قوله تعالى: ﴿وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ دليلٌ على جواز التوسل بالأولياء والأئمة والأضرحة. فيجعلون آل بيت النبي ﷺ وسطاء بينهم وبين الله، ويدعونهم من دون الله، متشبثين بباطل التأويل وسوء الفهم. والحقيقة أن هذا الفهم مخالف لما جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة، بل ومناقض لما في كتبهم أنفسهم كـ"نهج البلاغة" وغيره، حيث صرّح عليّ رضي الله عنه أن الوسيلة إلى الله هي الإيمان والعمل الصالح والطاعة والجهاد، لا الدعاء لغير الله ولا التوسل بالمخلوقين. ومن هنا تتجلى المفارقة العظيمة بين توحيد الإسلام وشرك الرفض، وبين عبادة الله مباشرة دون وسطاء، وعبادة الأولياء بزعم القرب والزلفى. في هذا المقال نعرض أدلتهم المزعومة ونبين بطلانها بلغة واضحة وحجة قرآنية دامغة.

شبهة التوسل والوسيلة:

 (وابتغوا إليه الوسيلة) هي دليل الرافضة على جواز التوسل بالأولياء.

 دائماً ما يتشدق الروافض بشركياتهم والتي تتمثل بدعاء سيدنا علي رضي الله عنه وسيدتنا فاطمة الزهراء رضي الله عنها وابناؤهما الطيبين الأطهار بأنها هي الدعاء السليم وهم يتوجهون لهم بما لهم من فضل عند الله عز وجل فيجعلون ال البيت واسطة بينهم وبين الله وهذا ما فعله كفار قريش عندما قالوا ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى الزمر 3 وكذلك توجههم للقبور وطلب الحاجات من صاحب القبر فعليهم من الله ما يستحقون.

المشكلة ان في كتبهم ما يناقض إدعاءاتهم في هذه الشركيات ومن اهم كتبهم كتاب نهج البلاغة وهو خطب ورسائل سيدنا علي رضي الله عنه وفي الصفحة 163 ما يلي:

110- ومن خطبة له عليه السلام في أركان الدين الإسلام):

إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى الْإِيمَانُ بِهِ وبِرَسُولِهِ والْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ فَإِنَّهُ ذِرْوَةُ الْإِسْلَامِ وكَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ فَإِنَّهَا الْفِطْرَةُ وإِقَامُ الصَّلَاةِ فَإِنَّهَا الْمِلَّةُ وإِيتَاءُ الزَّكَاةِ فَإِنَّهَا فَرِيضَةٌ وَاجِبَةٌ وصَوْمُ شَهْرِ رَمَضَانَ فَإِنَّهُ جُنَّةٌ مِنَ الْعِقَابِ وحَجُّ الْبَيْتِ واعْتِمَارُهُ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ ويَرْحَضَانِ الذَّنْبَ وصِلَةُ الرَّحِمِ فَإِنَّهَا مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ ومَنْسَأَةٌ فِي الْأَجَلِ وصَدَقَةُ السِّرِّ فَإِنَّهَا تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ وصَدَقَةُ الْعَلَانِيَةِ فَإِنَّهَا تَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ وصَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ فَإِنَّهَا تَقِي مَصَارِعَ الْهَوَانِ أَفِيضُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الذِّكْرِ وارْغَبُوا فِيمَا وَعَدَ الْمُتَّقِينَ فَإِنَّ وَعْدَهُ أَصْدَقُ الْوَعْدِ واقْتَدُوا بِهَدْيِ نَبِيِّكُمْ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ الْهَدْيِ واسْتَنُّوا بِسُنَّتِهِ فَإِنَّهَا أَهْدَى السُّنَنِ.

فأين الروافض عن إتباع هذا الكلام الرباني العدل والذي لا يوجد فيه اي ذكر لطلب التوسل بآل البيت او من في القبور والأضرحة ولم نجد فيه الإ وحدانية الله بالعبادة والتوسل لله التوسل المشروع وهو الأعمال الصالحة التي يرضاها منا المولى عز وجل.

فرضي الله عنكم يا آل بيت رسول الله فبحكم نتقرب الى الله ولم نجعلكم لله شركاء كما فعل اعداءكم من الروافض المجوس.

أن الوسيلة تعني العمل الصالح، يقول المجلسي:

(أي ما تتوسلون به إلى ثوابه والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي)

بحار الأنوار ج 67 ص (271) ويقول الطبرسي:

(الوسيلة كل ما يتوسل به إليه من الطاعات وترك المقبحات)

جوامع الجامع ج 1 ص (496) وكذا في تفسير الصافي للكاشاني ج 2 ص (33)

بل أن الله تعالى يقول ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ولم يقل كما في كل الآيات الأخرى: فقل أني قريب!! كما أننا نقرا في كتب سير عن خلفاء كأمثال عمر الفاروق الذي كان متواضعاً ولا يتكبر ولا يتجبر، وكان يتمكن أضعف الناس من مخاطبته!! فهل عمر الفاروق وغيره من الخلفاء أفضل من آلهكم الذي تزعمون أنه لا يمكن الوصول إليه إلا بالواسطة؟؟!

وما الفرق بينكم وبين المشركين الذين قالوا عن أصنامهم (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى)؟؟! وصدق الله تعالى إذ قال ﴿وما أموالكم ولا أولدكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحاً سبأ: 37