تناقض الغلو مع دعوى العصمة:

من أخطر ما ابتدعته الفرقة الشيعية الضالة هو عقيدة "العصمة المطلقة" لأئمتهم، مدّعين أن الأئمة لا يذنبون ولا يخطئون ولا يخافون في الله لومة لائم. لكن كتبهم المعتبرة نفسها، كـ"الكافي" و"الغيبة" للطوسي، تنقض هذا الادعاء حين تصف الأئمة بالخوف من السلاطين والقتل، وتربط خوفهم بالذنوب! وهذا تناقض صارخ ينسف أساس العقيدة الإمامية من جذورها.

فالشيعة - وهم فرقة خرجت عن الإسلام الصحيح - يروون أحاديث تُظهر "المعصوم" ضعيفًا خائفًا من السلطان، ثم يزعمون في الوقت ذاته أن له ولاية كونية وعصمة إلهية! وفي هذا المقال نكشف زيف هذه الروايات وتناقض المذهب من داخل كتبه.

النصوص الشيعية التي تثبت خوف الأئمة ومعاناتهم من الذنوب

أولًا: الخوف من السلطان بسبب الذنوب

روى الكليني في الكافي (ج 2 ص 275):

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَكْثُرُ بِهِ الْخَوْفُ مِنَ السُّلْطَانِ، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا بِالذُّنُوبِ، فَتَوَقَّوْهَا مَا اسْتَطَعْتُمْ وَلَا تَمَادَوْا فِيهَا».

وقال المجلسي في مرآة العقول (ج 9 ص 427): الحديث موثق.

النتيجة: الإمام هنا يعترف أن سبب الخوف من السلطان هو الذنوب. فإذا كان الأئمة - حسب العقيدة الشيعية - معصومين من الذنب، فكيف يُصاب أحدهم بالخوف؟!

ثانيًا: خوف القائم من القتل

روى الكليني في الكافي (ج 1 ص 340):

عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن عيسى، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: «إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، إنه يخاف» – وأومأ بيده إلى بطنه – «يعني القتل».

وقال المجلسي في مرآة العقول (ج 4 ص 52): الحديث موثق كالصحيح.

النتيجة: الحديث يقرر بوضوح أن "القائم" - أي المهدي عندهم - يخاف من القتل، وأن سبب غيبته هو الخوف! فهل المعصوم الذي لا يخاف إلا الله يهرب من القتل؟ هذا يتناقض مع قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَالأحزاب: 39

ثالثًا: اعتراف الطوسي بخوف الإمام

قال الطوسي في الغيبة (ص 329):

لا عِلَّةَ تَمْنَعُ مِنْ ظُهُورِهِ إِلَّا خَوْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الْقَتْلِ، لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَا سَاغَ لَهُ الِاسْتِتَارُ.

النتيجة: إقرار صريح من شيخ الطائفة الطوسي أن سبب غيبة المهدي هو الخوف على النفس، وليس أمرًا إلهيًا. فكيف يخاف من هو "الحجة المعصوم"؟

رابعًا: الأوصياء يخافون من أعدائهم

روى الكليني في الكافي (ج 1 ص 427):

مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ، عَنْ سَلَّامٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾، قَالَ: «هُمُ الْأَوْصِيَاءُ مِنْ مَخَافَةِ عَدُوِّهِمْ».

وقال المجلسي في مرآة العقول (ج 5 ص 95): السند مجهول، ورواه علي بن إبراهيم بسندين صحيحين.

النتيجة: حتى الأوصياء - وهم الأئمة عند الشيعة - يسيرون متخفين خوفًا من أعدائهم! فأين العصمة والقوة الإلهية المزعومة؟

وفي الكافي:

" وعنه عِدَّة مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ خَرَجْتُ مَعَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عليه السلام) إِلَى بَعْضِ أَمْوَالِهِ فَقَامَ إِلَى صَلَاةِ الظُّهْرِ فَلَمَّا فَرَغَ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِداً فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ وَ تَغَرْغَرُ دُمُوعُهُ رَبِّ عَصَيْتُكَ بِلِسَانِي وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَأَخْرَسْتَنِي وَ عَصَيْتُكَ بِبَصَرِي وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَأَكْمَهْتَنِي وَ عَصَيْتُكَ بِسَمْعِي وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَأَصْمَمْتَنِي وَ عَصَيْتُكَ بِيَدِي وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَكَنَّعْتَنِي وَ عَصَيْتُكَ بِرِجْلِي وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَجَذَمْتَنِي وَ عَصَيْتُكَ بِفَرْجِي وَ لَوْ شِئْتَ وَ عِزَّتِكَ لَعَقَمْتَنِي وَ عَصَيْتُكَ بِجَمِيعِ جَوَارِحِي الَّتِي أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ وَ لَيْسَ هَذَا جَزَاءَكَ مِنِّي قَالَ ثُمَّ أَحْصَيْتُ لَهُ أَلْفَ مَرَّةٍ وَ هُوَ يَقُولُ الْعَفْوَ الْعَفْوَ قَالَ ثُمَّ أَلْصَقَ خَدَّهُ الْأَيْمَنَ بِالْأَرْضِ فَسَمِعْتُهُ وَ هُوَ يَقُولُ بِصَوْتٍ حَزِينٍ بُؤْتُ إِلَيْكَ بِذَنْبِي عَمِلْتُ سُوءاً وَ ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غَيْرُكَ يَا مَوْلَايَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَلْصَقَ خَدَّهُ الْأَيْسَرَ بِالْأَرْضِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ ارْحَمْ مَنْ أَسَاءَ وَ اقْتَرَفَ وَ اسْتَكَانَ وَ اعْتَرَفَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ " اهـ

تهذيب الاحكام – الطوسي – ج 2 ص 111، والكافي – الكليني – ج 3 ص 326

🧩 تحليل الشبهة والرد عليها

العصمة عند الشيعة مفهوم متناقض:

فهم يدّعون أن الأئمة معصومون من كل ذنب، ثم يروون أنهم يخافون بسبب الذنوب. فهل يخاف المعصوم من نتيجة ذنب لم يرتكبه؟

الخوف صفة بشرية لا تناسب من يُدَّعى له العلم الإلهي:

لو كان الإمام يعلم الغيب ويدير الكون - كما يزعمون - لما خاف من سلطان أو قتل، لأن علمه المسبق يمنعه من المفاجأة.

القرآن الكريم يردّ هذا الغلو:

قال تعالى: ﴿قُل لَّا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُالأعراف: 188
فكيف بالأئمة وهم بشر كسائر الناس؟

اعتراف علمائهم بالحيرة:

فقد صرّح الطوسي وغيره أن سبب الغيبة والخوف أمر بشري طبيعي، لا أمر إلهي غيبي، مما يثبت أن فكرة العصمة الإلهية اختراع متأخر لا أصل له في الإسلام.

خلاصة المقال:

إن النصوص الشيعية المعتمدة تُثبت أن الأئمة يخافون ويخشون القتل والسلطان، وأن هذا الخوف سببه الذنوب. فكيف يُجمع بين العصمة والخوف من الذنب؟ وكيف يُدّعى أن المهدي غاب خوفًا على نفسه وهو "حجة الله"؟

كل هذه التناقضات تكشف أن العقيدة الشيعية مصطنعة ومتناقضة داخليًا، وأنها تقوم على روايات باطلة لا تمت بصلة للإسلام الصحيح الذي لا عصمة فيه إلا للأنبياء فيما يبلّغون عن ربهم.

المصادر:

الكافي، محمد بن يعقوب الكليني، ج 1 ص 340، ج 1 ص 427، ج 2 ص 275.

مرآة العقول، محمد باقر المجلسي، ج 4 ص 52، ج 5 ص 95، ج 9 ص 427.

الغيبة، الشيخ الطوسي، ص 329.

القرآن الكريم.