من المعلوم أن الشيعة الإمامية الاثني عشرية من الفرق الضالة التي خرجت عن منهج الإسلام الصحيح، وابتدعت عقائد باطلة لم تثبت بكتاب الله ولا بسنة رسوله ﷺ، بل هي من وضع أئمتهم وأحبارهم الذين حرّفوا النصوص، وألصقوا بالأئمة صفات لا تليق إلا بالله تعالى. ومن أخطر تلك العقائد زعمهم أن أئمتهم يعلمون جميع اللغات، وأن عندهم جميع الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء السابقين! وهذه الفكرة الخطيرة من أبطل الباطل، إذ تناقض صريح القرآن الكريم، وتقدح في ختم النبوة، وتفتح باب الغلو في الأئمة بما لم يقل به الإسلام قط.
| 
			 النصوص الشيعية التي تثبت الغلو في الأئمة:  | 
		
قال الكليني في الكافي (ج 1 ص 227):
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس، عن هشام بن الحكم في حديث بريه أنه لما جاء معه إلى أبي عبد الله عليه السلام فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام، فحكى له هشام الحكاية، فلما فرغ قال أبو الحسن عليه السلام لبريه: يا بريه كيف علمك بكتابك؟ قال: أنا به عالم، ثم قال: كيف ثقتك بتأويله؟ قال: ما أوثقني بعلمي فيه، قال: فابتدأ أبو الحسن عليه السلام يقرأ الإنجيل، فقال بريه: إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك، قال: فآمن بريه وحسن إيمانه، وآمنت المرأة التي كانت معه...
فقال أبو عبد الله عليه السلام: ﴿ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾، فقال بريه: أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟ قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها ونقولها كما قالوا، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول لا أدري.
ثم قال الكليني أيضًا في الباب نفسه:
إن الأئمة عليهم السلام عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل، وإنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها.
| 
			 تأكيد المجلسي لهذه العقيدة:  | 
		
قال المجلسي في بحار الأنوار (ج 26 ص 180):
باب آخر في أن عندهم صلوات الله عليهم كتب الأنبياء يقرؤونها على اختلاف لغاتها.
وقال في روضة المتقين (ج 13 ص 233):
ورُوِيت الأخبار المتواترة في أنهم ورثة جميع الأنبياء والمرسلين في جميع العلوم والكمالات والمزايا... وإن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى.
| 
			 الرد على هذه الشبهة:  | 
		
إن هذه الروايات باطلة من وجوه متعددة:
1) مخالفة القرآن الكريم: قال الله تعالى:
﴿تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ⟦البقرة: 134⟧ فدلّ على انقطاع الإرث النبوي من بعد الأنبياء، وأن الوحي خُتم بخاتم النبيين ﷺ، فلا يصح أن يرث أحد كتب الأنبياء أو علمهم الكامل.
2) إثبات علم الغيب للأئمة باطل شرعًا:
قال الله تعالى: ﴿قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ﴾ ⟦النمل: 65⟧
فكيف يُعقل أن يُقال إن الأئمة يعلمون جميع الكتب السماوية بجميع لغاتها؟!
3) انقطاع الوحي بعد النبي ﷺ:
الوحي اختُتم بالنبي محمد ﷺ، كما قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ ⟦الأحزاب: 40⟧
فكل دعوى بوجود علم خاص أو وحيٍ بعده هي كذب صريح على الله ورسوله.
4) الغلو في الأئمة شركٌ بالله:
فقولهم إن الأئمة لا يُسألون عن شيء إلا علموه، وأنهم يقرأون الكتب السماوية بجميع لغاتها، هو رفع لهم فوق مقام النبوة، بل يجعلهم شركاء لله في علمه، وهذا من أخطر أبواب الشرك والضلال.
| 
			 الخلاصة:  | 
		
إن عقيدة الشيعة في أن الأئمة يملكون كتب الأنبياء ويقرؤونها بلغاتها ليست إلا من أساطير الغلو والبدع التي وضعها المتأخرون لتأليه الأئمة ورفعهم فوق مقام البشر. وهي عقيدة باطلة عقلاً ونقلاً، يرفضها القرآن والسنة الصحيحة جملةً وتفصيلًا.
| 
			 المصادر:  | 
		
1) الكافي، محمد بن يعقوب الكليني، ج 1، ص 227.
2) بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج 26، ص 180.
3) روضة المتقين، المجلسي الأول، ج 13، ص 233.
4) القرآن الكريم.
5) كتب الرد على الشيعة والغلاة – ابن تيمية، منهاج السنة النبوية.