من أخطر ما تفعله الفرقة الضالة الشيعية هو اختلاق الأحاديث ونسبتها إلى علماء أهل السنة والجماعة زورًا وبهتانًا، في محاولة لتشويه عقيدة المسلمين، وإظهار علماء الإسلام بمظهر الجهل أو التجسيم، مستغلين جهل عوام الناس بالأسانيد والمصادر. وهذه ليست مسألة اجتهادية، بل منهج متأصل عند الشيعة في الكذب على الله ورسوله وعلى الصحابة والعلماء.

ومن بين تلك الأكاذيب ما فعله المدلس كمال الحيدري حين نسب رواية ضعيفة ومردودة إلى شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – ليزعم أنه يثبت لله الجهل أو الغضب الناتج عن عرض الأعمال عليه. وفي هذا المقال سنكشف التدليس والكذب الشيعي بالحجة والدليل من المصادر السنية نفسها، مع بيان ضعف الرواية ومكر القوم في تحريف النصوص.

نص الرواية وبيان درجتها

حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد – وهو ابن سلمة – عن الزبير أبي عبد السلام، عن أيوب بن عبد الله الفهري، أن ابن مسعود قال:

«إنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ عِنْدَهُ لَيْلٌ وَلَا نَهَارٌ، نُورُ السَّمَاوَاتِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ، وَإِنَّ مِقْدَارَ كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِكُمْ عِنْدَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، فَتُعْرَضُ عَلَيْهِ أَعْمَالُكُمْ بِالْأَمْسِ أَوَّلَ النَّهَارِ الْيَوْمَ، فَيَنْظُرُ فِيهَا ثَلَاثَ سَاعَاتٍ، فَيَطَّلِعُ فِيهَا عَلَى مَا يَكْرَهُ، فَيُغِيظُهُ ذَلِكَ، فَأَوَّلُ مَنْ يَعْلَمُ بِغَضَبِهِ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ، يَجِدُونَهُ يَثْقُلُ عَلَيْهِمْ، فَيُسَبِّحُ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَسَرَادِقَاتُ الْعَرْشِ وَالْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَسَائِرُ الْمَلَائِكَةِ».

📚 إسناده ضعيف، فيه الزبير أبو عبد السلام، وهو مجهول كما نص على ذلك أبو حاتم، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (1/85):

"رواه الطبراني في الكبير، وفيه أبو عبد السلام قال أبو حاتم: مجهول، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وعبد الله بن مكرز – أو عبيد الله على الشك – لم أر من ذكره."

كما رواه عثمان بن سعيد الدارمي بطوله في نقضه على المريسي (1/475)، وأبو الشيخ في العظمة، ولا يصح رفعه إلى النبي ﷺ.

استدلال ابن تيمية بالرواية وتصحيح المعلومة

استدل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – بالقسم الأول من الرواية فقط، وهو قوله:

«إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار نور السماوات من نور وجهه»

واقتصر عليه في موضعين من كتابه بيان تلبيس الجهمية (2/285، 5/490)، دون أن يذكر ما يتعلق بـ«عرض الأعمال» أو «غضبه»، لأن تلك الزيادات غير صحيحة.

وفي الموضع الثالث، كان ينقل كلام الدارمي بطوله من باب الاستشهاد لا الإقرار.

لكن كمال الحيدري حرّف النص وابتدأ كلامه قائلاً:

«بعد أن ذكر ابن تيمية الرواية قال: فإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده اثنتا عشرة ساعة...»

وبذلك أوهم الناس أن ابن تيمية يتبنى الرواية كاملة، وهو تدليس صريح لا يليق بطالب علم فضلاً عن من يُزعم أنه «آية الله»!

فضيحة تدليس كمال الحيدري

عندما فضح العلماء كمال الحيدري في قناة المستقلة على هذا الكذب، بدأ يصرخ قائلاً:

«الكلام كلامي ولكن عليهم أن ينقلوا الكلام من أوله إلى آخره لأنهم يدلسون ويكذبون!»

لكن الحقيقة أن من دلّس وكذب هو الحيدري نفسه، حيث نسب الرواية لابن تيمية، بينما النص الأصلي في كتب شيخ الإسلام هو نقل عن القاضي وأبي بكر بن أبي خيثمة فقط:

«قال القاضي وذكر أبو بكر بن أبي خيثمة في تاريخه بإسناده حدثنا عن ابن مسعود وذكر فيه: فإن مقدار كل يوم من أيامكم عنده اثنتا عشرة ساعة.»

وهذا يثبت أن ابن تيمية ناقلٌ لا مقرٌّ ولا مستدلٌّ بالحديث كله، فبطل التدليس.

تناقض الشيعة مع أنفسهم

المدهش أن الشيعة أنفسهم يروون في كتبهم ما يفيد عرض الأعمال على الله تعالى في أيام محددة!
قال علي بن طاووس في رسالة محاسبة النفس (نقلاً عن بحار الأنوار 56/49):

«إنّي رأيتُ ورَويتُ في روايات متفقات عن الثقات أن يوم الإثنين ويوم الخميس تُعرض فيهما الأعمال على الله جلّ جلاله.»

فإذا كانت عقيدتهم نفسها فيها عرض الأعمال على الله، فلماذا يسخرون من الرواية الضعيفة المنسوبة إلى ابن مسعود، وهم يقولون بما هو أضعف وأبعد؟!

الرد على الشبهة

إن نسبة الجهل أو الحدوث أو الغضب الانفعالي إلى الله تعالى كفرٌ صريح لا يقوله أهل السنة، لأنهم يثبتون لله ما أثبته لنفسه من صفات على الوجه اللائق بجلاله بلا تشبيه ولا تعطيل، كما قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ

فالمؤمن يوقن أن الله لا يخفى عليه شيء، وأن عرض الأعمال إنما هو إظهارها وإشهاد الملائكة بها، لا أن الله يحتاج إليها ليعلمها.

أما من يضحك من هذه المعاني فهو في الحقيقة يضحك على دينه لا على خصمه، لأن كتبه مليئة بمثل ذلك أو أشد.

الخلاصة

الرواية ضعيفة الإسناد، وابن تيمية لم يروها كاملة ولا تبناها، وإنما اقتبس منها الجزء الصحيح الموافق للعقيدة. أما كمال الحيدري فقد دلّس وزوّر النصوص ليتهم شيخ الإسلام زورًا بالتجسيم، بينما كتب الشيعة نفسها تثبت ما هو أعظم مما أنكر عليه.

وبهذا يتضح أن منهج الشيعة في الكذب والتحريف ثابت ومفضوح لمن قرأ النصوص بنفسه دون تقطيع ولا اجتزاء.

المصادر:

بيان تلبيس الجهمية شيخ الإسلام ابن تيمية (2/285، 5/490).

نقض الدارمي على المريسي (1/475).

مجمع الزوائد الهيثمي (1/85).

العظمة أبو الشيخ.

المعجم الكبير الطبراني.

محاسبة النفس علي بن طاووس (نقلاً عن بحار الأنوار 56/49).