لقد عُرفت الفرقة الشيعية الضالّة منذ نشأتها بترويج الروايات الموضوعة والباطلة التي تطعن في الصحابة رضي الله عنهم، بل تعدّت جرأتها إلى نسبة الأكاذيب إلى الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه نفسه، إمام العدل وأحد كبار الخلفاء الراشدين.
ولا يخفى على الباحث المنصف أنّ الشيعة ليسوا من جماعة المسلمين؛ لأنهم خالفوا أصول الدين في العقيدة، وافتروا على الصحابة الكرام، وبدّلوا أحكام الإسلام بمعتقداتهم الباطلة.
وفي هذا المقال نعرض جملة من الأخطاء المنسوبة إلى الإمام عليّ رضي الله عنه في مصادر السنة والشيعة، مع بيان حقيقتها وموقف العلماء منها.
| 
			 أولًا: الأخطاء المنسوبة لعليّ رضي الله عنه في المصادر السنية  | 
		
1- قصة صلاة الليل مع فاطمة رضي الله عنها
روى الزهري قال:
«أخبرني علي بن الحسين أن الحسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله ﷺ طرقه وفاطمة بنت النبي ﷺ ليلة فقال: "ألا تصليان؟" فقلت: يا رسول الله، أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا. فانصرف حين قلنا ذلك، ولم يرجع إلينا بشيء، ثم سمعته وهو مولٍ يضرب فخذه وهو يقول: ﴿وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا﴾» (رواه البخاري 4/394 رقم 1127).
المعنى: أن النبي ﷺ عاتب عليًّا بلطف على تهاونه في قيام الليل، وهي موعظة تربوية لا تدل على ذمٍّ ولا طعن.
2- مخالفته فتوى النبي ﷺ في عدّة الحامل المتوفّى عنها زوجها
ثبت أن عليًّا رضي الله عنه أفتى بأن الحامل المتوفّى عنها زوجها تعتد أبعد الأجلين.
قال الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبيه:
عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبيه: أن سبيعة بنت الحارث وضعت بعد وفاة زوجها بليال فمر بها أبو السنابل بن بعكك فقال: قد تصنعت للأزواج إنها أربعة أشهر وعشر فذكرت ذلك سبيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كذب أبو السنابل أو ليس كما قال أبو السنابل، قد حللت فتزوجي».
والكذب يطلق على الخطأ بدليل قوله «ليس كما قال».
وفي رواية: عن أبي السنابل بن بعكك قال «وضعت سبيعة بعد وفاة زوجها بثلاثة وعشرين أو خمسة وعشرين يوما فلما تعلت تشوفت للنكاح فأنكر عليها فذكر ذلك للنبي e فقال إن تفعل فقد حل أجلها» (صحيح ابن ماجة رقم2027).
وفي رواية «بل حللت فانكحي» (مسند أحمد18917 وصححه الأرناؤوط). وهذا القول الذي قاله أبو السنابل هو عين قول علي وهو مخالف لقوله تعالى ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾.
وكتب التفسير تُظهر هذا الخلاف، منها:
• تفسير الطبري (12/132).
• تفسير ابن كثير (8/149).
• الدر المنثور (8/206).
• الكافي (6/113).
هذا بالرغم من اعترافهم بأن عليا أفتى بخلاف قولهم وبأنها تعتد آخر الأجلين (الكافي6/113).
-3إحراقه السبئية أتباع عبد الله بن سبأ
إحراقه السبئية أتباع عبد الله بن سبأ بالرغم من قول النبي e «لا يعذب بالنار إلا رب النار». فعن عكرمة ان عليا حرق ناسا ارتدوا عن الاسلام فبلغ ذلك ابن عباس فقال لم أكن لاحرقهم بالنار وان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تعذبوا بعذاب الله وكنت قاتلتهم لقول رسول الله e من بدل دينه فاقتلوه فبلغ ذلك عليا كرم الله وجهه فقال ويح ابن أم ابن عباس» (مسند احمد3/364 رقم1871). وقال الأرناؤوط «صحيح على شرط البخاري».
4- قوله في حادثة الإفك
قال عليّ رضي الله عنه للنبي ﷺ حين استشاره في شأن عائشة رضي الله عنها:
«لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير، وسل الجارية تصدقك» (رواه البخاري).
وكان قوله هذا من باب المشورة، لا من باب الاتهام، إذ كانت القضية غيبية لم يعلم حقيقتها إلا بعد نزول الوحي.
5- إقراره بإمكان الخطأ على نفسه
قال رضي الله عنه:
«فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي، إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني.» (نهج البلاغة 202).
وهذا نصٌّ صريح يُبطل عقيدة عصمة الأئمة عند الشيعة.
-6 خطبته بنت أبي جهل وغضب فاطمة رضي الله عنها
ثبت في الصحيح أن عليًّا أراد خطبة بنت أبي جهل، فغضب النبي ﷺ لذلك وقال:
«إن فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها.» فترك عليّ الخطبة إرضاءً للنبي ﷺ.
-7صلاته وهو جنب ناسيًا
روى الشيعة أنفسهم:
عن أبي عبد الله قال: «صلى عليّ عليه السلام بالناس على غير طهر، وكانت الظهر، ثم دخل، فخرج مناديه: أن أمير المؤمنين صلى على غير طهر، فأعيدوا، وليبلّغ الشاهد الغائب.» (تهذيب الأحكام 3/39، الاستبصار 1/433، بحار الأنوار 88/67).
| 
			 ثانيًا: الأخطاء المنسوبة لعليّ رضي الله عنه في المصادر الشيعية  | 
		
اكتشافه خيانة المنذر بن الجارود:
ولاه عليّ على عملٍ، ثم اكتشف خيانته فقال له:
«أما بعد، فإن صلاح أبيك غرّني منك.» (نهج البلاغة 3/100).
تزويجه ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب
وهو ما يُبطل ادعاء العداء بينهما.
إخفاؤه للقرآن
زعموا أنه أخفى القرآن حتى بقي ثلثاه مع الغائب، وهو بهتان عظيم.
تركه الدفاع عن فاطمة رضي الله عنها
يزعمون أنه لم يدافع عنها حين زُعم أنّها ضُربت وكُسر ضلعها، وهو ما لا أصل له في كتب أهل السنة.
تأجيل بيعته لأبي بكر رضي الله عنه ستة أشهر
مع أنّ الروايات الصحيحة تُثبت أنه بايع سريعًا بعد الشورى.
عدم إعطائه فدك لأهل البيت لما تولّى الخلافة
فلو كانت فدك حقًّا لهم لأعادها، ولكنه لم يفعل، مما يُبطل دعوى الشيعة.
قوله: «إنما الشورى للمهاجرين والأنصار»
وهو تصريح يُبطل عقيدة النصّ الإلهي بالإمامة.
قوله: «لا بدّ للناس من أميرٍ برٍّ أو فاجرٍ»
وهو تقرير واقعي يدلّ على وجوب وجود الإمام للحفاظ على الأمة.
صلاته على غير طهر
(بحار الأنوار 88/67). وقد تقدم ذكر الرواية.
جهله بحكم المذي
حتى طلب من المقداد أن يسأل النبي ﷺ عنه، وهذا يدلّ على تواضعه في طلب العلم لا على نقص علمه.
استعانته بالجنّ من اليهود
زعموا أنه استعان بجنية تُدعى "سحيقة بنت بريرة" تتمثل في صورة ابنته أم كلثوم، وهي من الأساطير الشيعية الباطلة.
نسيانه عدد أشواط الطواف
وزعموا أنه أخطأ في العدّ، وهي من الأكاذيب التي لا أصل لها.
تسليمه نفسه لعبد الرحمن بن ملجم
وادّعاؤهم أنّه كان يعلم الغيب ومع ذلك تركه يقتله، تناقضٌ ظاهرٌ في معتقدهم؛ لأن علم الغيب من خصائص الله تعالى وحده.
| 
			 الخاتمة  | 
		
يتبيّن من هذه النقول أنّ ما نُسب إلى عليّ رضي الله عنه من «أخطاء» لا يُعد طعنًا فيه، بل هو دليل على بشريته واجتهاده في طلب الحق، وأنّ كثيرًا من تلك الأخبار مكذوبة أو مؤوّلة أو ضعيفة السند.
وأما الشيعة فقد أساؤوا إلى عليّ أكثر من أعدائه حين نسبوا إليه ما لا يليق من الأساطير، فكانوا بذلك أجهل الناس بحقه، وأبعدهم عن سنته وسنة الخلفاء الراشدين.
| 
			 المصادر  | 
		
1- صحيح البخاري (4/394 رقم 1127).
2-صحيح ابن ماجه (رقم 2027).
3-مسند أحمد (3/364 رقم 1871).
4-تفسير الطبري (12/132).
5-تفسير ابن كثير (8/149).
6-الدر المنثور (8/206).
7-الكافي (6/113).
8-نهج البلاغة (202، 3/100).
9-تهذيب الأحكام (3/39).
10-الاستبصار (1/433).
11) بحار الأنوار (88/67).
12) التبيان في تفسير القرآن (10/34).