من أصول الضلال عند فرقة الشيعة الإمامية الاثني عشرية رفعُهم مقامَ الأئمة فوق مقام الأنبياء والرسل، حتى زعموا أن الإمامة منزلة أعظم من النبوة والرسالة. وهذا الاعتقاد يخالف ما أجمع عليه المسلمون من أن النبوة هي أعلى المراتب التي يختص الله بها من يشاء من عباده، قال تعالى: ﴿اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ﴾ [سورة الحج: 75]. وفي هذا المقال نعرض نماذج من أقوال كبار علماء الشيعة في تفضيل الإمامة على النبوة، وإخراجهم النبي ﷺ من عداد الأئمة، ثم نبين الردّ الصحيح على هذا الباطل الخطير.
نصوص من كتب الشيعة:
| 
			 قال نعمة الله الجزائري:  | 
		
«أقول: يعني الإمامة الرياسة العامة لجميع المخلوقات، فهي أفضل من النبوة وأشرف منها».
المرجع: قصص الأنبياء – نعمة الله الجزائري – ص 9.
| 
			 وقال ناصر مكارم الشيرازي:  | 
		
«فمنزلة الإمامة أسمى مما ذكر، بل أسمى من النبوة والرسالة».
المرجع: التفسير الأمثل – ناصر مكارم الشيرازي – ج 1 ص 372.
وجاء في كتب الإمامية أن علياً رضي الله عنه كان إماماً في حياة النبي ﷺ، وأن المؤمن يُسأله الملك في قبره عن إمامه فيجيب بأنه علي رضي الله عنه، حتى لو مات في زمن رسول الله ﷺ!
| 
			 قال الصدوق: (باب الاعتقاد في المسألة في القبر):  | 
		
«اعتقادنا في المسألة في القبر أنها حق لا بد منها، فمن أجاب بالصواب فاز بروح وريحان في قبره، وبجنة نعيم في الآخرة، ومن لم يأت بالصواب فله نزل من حميم في قبره وتصلية جحيم في الآخرة. وأكثر ما يكون عذاب القبر من النميمة، وسوء الخلق، والاستخفاف بالبول. وأشد ما يكون عذاب القبر على المؤمن مثل اختلاج العين أو شرطة حجام ويكون ذلك كفارة لما بقي عليه من الذنوب التي لم تكفرها الهموم والغموم والأمراض وشدة النزع عند الموت، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفن فاطمة بنت أسد في قميصه بعد ما فرغ النساء من غسلها، وحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها، ثم وضعها ودخل القبر واضطجع فيه، ثم قام فأخذها على يديه ووضعها في قبرها، ثم انكب عليها يناجيها طويلا ويقول لها: ابنك ابنك، ثم خرج وسوى عليها التراب، ثم انكب على قبرها، فسمعوه وهو يقول: (اللهم إني استودعتها إياك) ثم انصرف.
| 
			 مختارات من موقع السقيفة:  | 
		
| 
			 موقف عمر سهم أهل البيت من الخمس خطورة الرافضة على الإسلام وأهله أسماء أشخاص أو فرق حذر الذهبي من مصنفاتهم  | 
		
فقال له المسلمون: يا رسول الله، إنا رأيناك صنعت اليوم شيئا لم تصنعه قبل اليوم؟
فقال: (اليوم فقدت بر أبي طالب، إنها كانت يكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها وولدها.
وإني ذكرت يوم القيامة يوما وأن الناس يحشرون عراة، فقالت: وا سوأتاه، فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية. وذكرت ضغطة القبر، فقالت: واضعفاه، فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك. فكفنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك، وانكببت عليها فلقنتها ما تسأل عنه.
وسئلت عن وليها وإمامها فارتج عليها، فقلت لها: ابنك ابنك، فقالت: ولدي وليي وإمامي، فانصرفا عنها وقالا: لا سبيل لنا عليك. نامي كما تنام العروس في خدرها. ثم إنها ماتت موتة ثانية وتصديق ذلك في قوله تعالى: ﴿رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ﴾ [سورة غافر: 11].»
المرجع: الاعتقادات في دين الإمامية – الشيخ الصدوق – ص 58–59.
| 
			 الرد والتحليل:  | 
		
هذه النصوص تُظهر بوضوح انحراف عقيدة الشيعة في مفهوم الإمامة، إذ جعلوها مرتبة فوق النبوة والرسالة، وهو باطل صريح يناقض نصوص القرآن والسنة.
فالله تعالى جعل النبيين والمرسلين هم صفوة الخلق وأكرمهم عنده، ولم يذكر الإمامة كمنزلة فوق النبوة، بل كانت تابعة لها في مواضع عدة، كما في قوله تعالى عن إبراهيم عليه السلام: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا﴾ [سورة البقرة: 124].
فالإمامة هنا جاءت بعد النبوة، تكريماً لإبراهيم، لا تفوقاً عليها.
أما زعمهم أن علياً رضي الله عنه كان إماماً في عهد النبي ﷺ، فهو افتراءٌ ظاهر؛ إذ لا إمامة مع وجود النبي الموحى إليه، قال تعالى: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [سورة الأحزاب: 6].
فمن زعم أن علياً كان إماماً في حياة النبي ﷺ فقد جعل له ولاية فوق ولاية رسول الله ﷺ، وهذا كفر صريح ومروق من الدين.
| 
			 المصادر:  | 
		
§ قصص الأنبياء – نعمة الله الجزائري – ص 9.
§ التفسير الأمثل – ناصر مكارم الشيرازي – ج 1 ص 372.
§ الاعتقادات في دين الإمامية – الشيخ الصدوق – ص 58–59.
§ القرآن الكريم.