يُعَدُّ القرآن الكريم كتابَ اللهِ المحفوظَ الذي تكفَّل سبحانه بحفظه من التحريف والتبديل، قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [سورة الحجر: 9]. وقد أجمع علماءُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعة على أنَّ القرآن باقٍ كما أنزله الله على نبيِّه محمد ﷺ، لم يزد فيه حرفٌ ولم يُنقص.
إلَّا أن بعضَ الفِرَقِ الضالَّة من الشيعة قد خالفت هذا الأصلَ العظيم، فظهرت بينهم أقوالٌ تُشير إلى إمكان أو وقوع التحريف في القرآن الكريم. وفي هذا المقال نسلِّط الضوء على ما ورد في كتاب الفتاوى الجديدة للشيخ ناصر مكارم الشيرازي – أحد كبار علماء الشيعة المعاصرين – مع تحليلٍ علميٍّ وبيان الردِّ الصحيح حول هذه المسألة الخطيرة.
نص الفتوى كما ورد:
قال ناصر مكارم الشيرازي في الفتاوى الجديدة.
| 
			 السؤال رقم (1222):  | 
		
| 
			 ما حكم المسلم المعتقد بتحريف القرآن؟ وهل يُعتبَر الاعتقاد بالتحريف إنكارًا لضرورة من ضرورات الدين؟  | 
		
| 
			 الجواب:  | 
		
| 
			 بالنظر إلى أن عددًا قليلًا من علماء المذاهب الإسلامية المختلفة يقولون بالتحريف (رغم أن الباحثين يرفضون التحريف بتاتًا) فلا يجري حكم الارتداد، ولكن هذا الشخص مرتكبٌ لخطأٍ فظيعٍ فادح  | 
		
الرد والتحليل:
تُظهر هذه الفتوى من مكارم الشيرازي تردُّدًا واضحًا في الموقف من مسألة التحريف؛ فهو لم يُكفِّر القائل بتحريف القرآن، مع أن القول بالتحريف يُعَدُّ إنكارًا صريحًا لوعد الله بحفظ كتابه، وهو من ضروريات الدين التي لا يجهلها مسلم.
بل إن قوله: «عددٌ قليل من علماء المذاهب يقولون بالتحريف» مغالطةٌ بيِّنة؛ إذ لم يقل أحدٌ من علماء أهل السنة بتحريف القرآن، وإنما هذا القول وُجِد في كتب كبار مراجع الشيعة مثل الكليني والمجلسي والطبرسي وغيرهم، وقد أوردوا رواياتٍ كثيرة تزعم النقصَ أو الزيادةَ في القرآن الكريم.
وقد أجمع علماءُ الأمة من أهل السنة على أنَّ الاعتقاد بتحريف القرآن كفرٌ صريح، لأنَّه تكذيبٌ لوعد الله تعالى القاطع في قوله: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [سورة فصلت: 42].
| 
			 مختارات من موقع السقيفة:  | 
		
| 
			 القول بتحريف القرآن عند الشيعة الإمامية التعريف بالحسين رضي الله عنه واستشهاده حكم نداء الأموات في القرآن والسنة: بين الدعاء المشروع والدعاء الممنوع  | 
		
فمن زعم أنَّ القرآن حُرِّف فقد طعن في كلام الله وفي حفظه، ونفى عنه صفةَ الكمال والصدق، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.
| 
			 خلاصة القول:  | 
		
◘ القول بتحريف القرآن كفرٌ صريح وخروجٌ عن ملة الإسلام.
◘ فرقة الشيعة الإمامية الاثنا عشرية تضم بين علمائها من يُثبِت التحريف، ومنهم من يُنكرُه ظاهرًا تأدُّبًا لا اعتقادًا.
◘ فتوى الشيرازي بعدم إجراء حكم الردة على من يعتقد بالتحريف تُظهِر خللًا عَقَديًّا في أصول هذه الفرقة الضالَّة.
| 
			 المصادر:  | 
		
1) الفتاوى الجديدة – ناصر مكارم الشيرازي – السؤال رقم (1222).
2) القرآن الكريم.
3) الشيعة وتحريف القرآن – إحسان إلهي ظهير.
4) الفِرَق بين الفِرَق – عبد القاهر البغدادي.
                
                        