من المظاهر الملفتة في واقع الفرقة الشيعية الضالة قلّة حفاظ القرآن الكريم بينهم، مقارنةً بأهل السنة الذين أولوا كتاب الله حفظاً وتجويداً وتفسيراً عنايةً عظيمة. ويرجع ذلك إلى جملةٍ من المعتقدات والروايات التي أُدخلت في تراثهم، فصرفَتهم عن القرآن بدعوى وجود مصاحف أخرى كـ«مصحف فاطمة» أو بانتظار «قرآن المهدي» الذي سيظهر في آخر الزمان. ومن أعجب ما ورد في هذا الباب روايةُ المجلسي في بحار الأنوار، التي تُبيّن أنّ الشيعي لا يحتاج إلى حفظ القرآن في الدنيا، لأنّه بزعمهم سيُعلَّم في قبره! وهذه الرواية تُظهر كيف أُبعد أتباع هذه الفرقة عن كتاب الله، حتى صار حفظه مؤجّلاً لما بعد الموت.

نص الرواية:

روى المجلسي في بحار الأنوار قائلاً:

" 10 ثواب الأعمال: عن محمد العطار، عن الأشعري، عن ابن أبي عثمان، عن رجل، عن حفص بن غياث، قال:

سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لرجل: أتحبّ البقاء في الدنيا؟

قال: نعم.

 قال: ولِمَ؟ قال: لقراءة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1]، فسكت عنه، ثم قال لي بعد ساعة: يا حفص، من مات من أوليائنا وشيعتنا، ولم يُحسن القرآن، عُلِّم في قبره ليرفع الله به درجته، فإنّ درجات الجنة على قدر عدد آيات القرآن، فيقال لقارئ القرآن: اقرأ وارقَ."

(بحار الأنوار للمجلسي، الجزء 89، ص 188)

" 10 ثواب الأعمال: عن محمد العطار، عن الأشعري، عن ابن أبي عثمان، عن رجل، عن حفص بن غياث، قال:  سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لرجل: أتحبّ البقاء في الدنيا؟  قال: نعم.  قال: ولِمَ؟ قال: لقراءة ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1]، فسكت عنه، ثم قال لي بعد ساعة: يا حفص، من مات من أوليائنا وشيعتنا، ولم يُحسن القرآن، عُلِّم في قبره ليرفع الله به درجته، فإنّ درجات الجنة على قدر عدد آيات القرآن، فيقال لقارئ القرآن: اقرأ وارقَ."

 

 

الرد على الرواية وبيان الشبهة:

يستفاد من ظاهر هذه الرواية أن الشيعة يعتقدون بأن من لم يتعلّم القرآن في الدنيا سيُعلّم في قبره، وهذا ينسف أساس التكليف في الحياة الدنيا الذي جعله الله ميدان العمل والاختبار. قال تعالى: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك: 2].

فلو كان التعلم والحفظ يحصل بعد الموت، لما كان للابتلاء في الدنيا معنى، ولا فائدة في حفظ كتاب الله، وهو ما يخالف نصوص القرآن والسنة الصحيحة التي تحثّ على تعلّمه وتدبّره في الحياة الدنيا.

ومن هنا، تبيّن كيف صُرف الشيعة عن القرآن عملياً، إذ أقنعَتهم رواياتهم بأنّ الحفظ ليس واجباً في الدنيا، وأنّهم سيُمنحون العلم في القبر، الأمر الذي جعلهم أبعد الناس عن تلاوة كتاب الله وعن فهمه وتدبّره.

المصادر:

المجلسي، بحار الأنوار، الجزء 89، ص 188.

القرآن الكريم: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: 1]، ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا [الملك: 2].

ابن القيم، الفوائد.

الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن.