من المسائل التي تناولتها كتب الشيعة الإمامية الضالة ما ورد من روايات حول نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف، وهي من الموضوعات التي أثارت التباساً في فهم النصوص، إذ حاول علماؤهم تأويلها بما يوافق أصول مذهبهم في العصمة والإمامة. وقد نقل المجلسي في بحار الأنوار عدة أحاديث منسوبة إلى الأئمة، يظهر منها خلط في المعنى بين نزول القرآن على سبعة أحرف، وتعدد وجوه الفتوى عند الإمام المعصوم حسب زعمهم، وهو تأويل باطل يخالف فهم السلف والعلماء الراسخين من أهل السنة والجماعة.

نص الروايات:

1)  روى المجلسي في بحار الأنوار عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن محمد بن يحيى الصيرفي، عن حماد بن عثمان قال:

قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الأحاديث تختلف عنكم.

فقال: "إن القرآن نزل على سبعة أحرف، وأدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه، ثم قال: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" [ص: 39].

(بحار الأنوار، ج89، ص49)

2)  وروى أيضاً عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن أحمد بن هلال، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "أتاني آتٍ من الله، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: يا رب وسِّع على أمتي، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف."

(بحار الأنوار، ج89، ص4950)

 

1)	روى المجلسي في بحار الأنوار عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن محمد بن يحيى الصيرفي، عن حماد بن عثمان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الأحاديث تختلف عنكم. فقال: "إن القرآن نزل على سبعة أحرف، وأدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه، ثم قال: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾" [ص: 39]. (بحار الأنوار، ج89، ص49)

3)   كما أورد المجلسي الرواية نفسها مرة أخرى في موضع آخر قائلاً:

"قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الأحاديث تختلف عنكم، فقال: إن القرآن نزل على سبعة أحرف، وأدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه، ثم قال: ﴿هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ."

(بحار الأنوار، ج89، ص83، باب أن للقرآن ظهراً وبطناً، وأن علم كل شيء فيه عند الأئمة عليهم السلام.)

بيان الشبهة حول الرواية:

يتضح من نصوص المجلسي أن الشيعة ربطوا بين مفهوم "نزول القرآن على سبعة أحرف" وبين ما يزعمونه من تعدد وجوه تفسير الإمام المعصوم، حتى قالوا إن "أدنى ما للإمام أن يفتي على سبعة وجوه"، وهذا تحريف لمعنى الحديث الصحيح.

فالأحاديث الثابتة عند أهل السنة جاءت لتبيين سعة التيسير في القراءات التي أنزل الله بها القرآن الكريم، تيسيراً على الأمة، لا لتعدد المعاني المتناقضة أو اختلاف الأوجه في الأحكام.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"إن هذا القرآن أُنزِل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسّر منه." (رواه البخاري ومسلم)

وهذا يختلف جذرياً عن تأويل الشيعة الذي يجعل الأئمة شركاء في بيان الوحي أو في تفسيره بأوجه متعدّدة حسب إرادتهم.

المصادر:

المجلسي، بحار الأنوار، الجزء 89، الصفحات 4950، 83.

القرآن الكريم، سورة ص، الآية (39).

البخاري، صحيح البخاري، كتاب فضائل القرآن.

مسلم، صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب بيان أن القرآن أنزل على سبعة أحرف.