من أخطر المعتقدات التي تفردت بها الفرقة الشيعية الضالّة إيمانها بأن القرآن الحقيقي الكامل ليس هو الموجود بين أيدينا اليوم، بل هو قرآن آخر محفوظ عند إمامهم الغائب، المهدي المنتظر، وسيظهره عند خروجه في آخر الزمان. هذا الادعاء يناقض صريح القرآن الكريم الذي تكفّل الله فيه بحفظ كتابه، ويشكّك في تواتر النصّ القرآني الذي أجمعت عليه الأمة الإسلامية منذ عهد النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.

وقد وردت في كتب الشيعة المعتبرة، كـ«الكافي» للكليني و«مرآة العقول» للمجلسي، روايات تدّعي أن القرآن الذي بين الدفتين ناقص أو محرّف، وأن القائم حين يظهر سيقرأ للناس القرآن كما أنزله الله تعالى وجمعه علي بن أبي طالب. وهذه النصوص تمثل دليلاً واضحًا على اعتقادهم بوجود مصحفٍ مغاير للقرآن الكريم الذي بين أيدي المسلمين.

في هذا المقال نستعرض الروايات كما وردت في مصادرهم الأصلية، مضبوطة لغويًا وإملائيًا، مع تخريجها وتحليلها، لنكشف حقيقة هذا المعتقد المنحرف، ونبيّن تعارضه مع عقيدة حفظ القرآن الكريم التي دلّ عليها قول الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [ سورة الحجر: 9].

رواية الشيعة:

فصل لزومُ التقيُّدِ بما بينَ الدفّتَيْن

 غيرَ أنّ الخبرَ قد صحَّ عن أئمّتِنا عليهم السلام أنّهم أمروا بقراءةِ ما بينَ الدفّتَيْن، وألّا يتعدّاهُ بزيادةٍ فيه ولا نقصانٍ منه، حتى يقومَ القائمُ عليه السلام فيقرأَ للناسِ القرآنَ على ما أنزله اللهُ تعالى وجمعه أميرُ المؤمنين عليه السلام.

 وقد ورد هذا الحديث في الكافي (كتاب فضل القرآن، باب النوادر، الجزء الثاني، ص 462، حديث رقم 23). وقد ضعّفه العلّامةُ المجلسي في مرآة العقول (ج 12، ص 523، حديث 23)، وانظر أيضًا: التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف، ص 80.

إلّا أنّ الذي يؤيّد كلامَ المصنّف الحديثُ الحَسَن الإسناد الذي أخرجه الكليني عن الفضيل بن يسار قال:

قلتُ لأبي عبد الله عليه السلام:

 إنّ الناسَ يقولون: إنّ القرآنَ نزلَ على سبعةِ أحرف. فقال عليه السلام: "كذبوا، أعداءُ الله، ولكنّه نزلَ على حرفٍ واحدٍ من عند الواحد".

(الكافي، ج 2، ص 461، حديث 13؛ مرآة العقول، ج 12، ص 520).

وشهد له ما أخرجه الكليني أيضًا عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
"إنّ القرآنَ واحدٌ، نزلَ من عند الواحد، ولكنَّ الاختلافَ يجيءُ من قبل الرواة".

(الكافي، ج 2، ص 461، باب 12).

المصادر:

1)  الكليني، الكافي، كتاب فضل القرآن، باب النوادر، ج 2، ص 461462.

2)  المجلسي، مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج 12، ص 520523.

3)  السيد الخوئي، التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف، ص 80.