من بين المعتقدات التي تميّز الفرقة الشيعية عن جماعة المسلمين اعتقادهم بوجود ما يُسمّى بـ«مصحف فاطمة»، وهو كتاب يزعمون أن فاطمة بنت رسول الله ﷺ قد أوحي إليها به بعد وفاة أبيها، وأنه يضمّ علومًا وأخبارًا بالمغيّبات. وقد نُسبت إلى أئمتهم روايات متعدّدة في كتبهم المعتبرة كـ«الكافي» للكليني، و«بصائر الدرجات» للصفّار، و«بحار الأنوار» للمجلسي، و«بيت الأحزان» للقمّي.
وتصف هذه الروايات مصحف فاطمة بأنه ثلاثة أضعاف القرآن، وأنه لا يحتوي على حرفٍ من القرآن، وأن فيه علم ما كان وما سيكون، وأن الأئمّة يتوارثونه جيلاً بعد جيل. هذا الاعتقاد الغريب يُعدّ من أبرز الأدلة على انحراف هذه الفرقة عن جماعة المسلمين، إذ يجعلون لفاطمة وذرّيتها مقامًا يُشبه مقام الأنبياء في تلقي الوحي والعلم الإلهي.
في هذا المقال نعرض نصوصهم كما وردت في مصادرهم الأصلية، مع ضبطها وتحقيقها، لتكون الحجة على من يروّج لهذه المعتقدات الباطلة، وليقف القارئ بنفسه على حقيقة ما يُنسب إليهم من أقوالٍ ورواياتٍ تناقض القرآن والسنة والعقل الصريح.
الروايات الواردة:
| 
			 الرواية الأولى  | 
		
قال أبو عبد الله (عليه السلام):
«إنّ فاطمةَ مَكَثَت بعد رسولِ الله (صلى الله عليه وآله) خمسةً وسبعينَ يومًا، وكان دَخَلَها حُزْنٌ شديدٌ على أبيها، وكان جبرئيلُ يأتيها ويُطَيِّبُ نَفْسَها، ويُخْبِرُها عن أبيها ومكانِه في الجنّة، ويُخْبِرُها ما يكونُ بعدها في ذريّتها، وكان عليٌّ يكتبُ ذلك».
المصدر: بحار الأنوار للمجلسي، الجزء (43)، صفحة (156)، باب ما وقع عليها من الظلم وبكائها وحزنها وشكايتها في مرضها إلى شهادتها وغُسْلِها ودَفْنِها، وبيان العِلّة في إخفاء دفنها صلواتُ الله عليها، ولعنةُ الله على من ظلمها.
| 
			 الرواية الثانية  | 
		
2 - عِدّةٌ من أصحابِنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن الحَجّال، عن أحمد بن عمر الحَلَبي، عن أبي بصير قال:
«دخلتُ على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلتُ له: جُعِلتُ فِداك، إنّي أسألك عن مسألة، أَهُنَا أحدٌ يَسمع كلامي؟ فقال: فرفع أبو عبد الله (عليه السلام) سِترًا بينه وبين بيتٍ آخر، فأطْلَعَ فيه ثم قال: يا أبا محمد، سَلْ عمّا بدا لك.
قال: ... وإنّ عندنا لمصحفَ فاطمةَ (عليها السلام)، وما يُدريهم ما مصحفُ فاطمةَ (عليها السلام)؟
قلتُ: وما مصحفُ فاطمةَ (عليها السلام)؟
◘ قال: مصحفٌ فيه مثلُ قرآنِكم هذا ثلاثَ مرات، واللهِ ما فيه من قرآنِكم حرفٌ واحد.
◘ قلتُ: هذا واللهِ هو العِلم.
قال: إنّه لعِلمٌ، وما هو بذاك...»
المصدر: الكافي للكليني، الجزء الأول، الصفحات (238 – 240)، باب: فيه ذكرُ الصحيفة والجَفْر والجامعة ومصحف فاطمة (عليها السلام).
| 
			 الرواية الثالثة  | 
		
2- عدّةٌ من أصحابِنا، عن أحمدَ بنِ محمدٍ، عن عمرَ بنِ عبدِ العزيز، عن حمّادِ بنِ عثمان قال:
«سمعتُ أبا عبدِ الله (عليه السلام) يقول: تظهرُ الزنادقةُ في سنةِ ثمانٍ وعشرينَ ومائةٍ، وذلك أنّي نظرتُ في مصحفِ فاطمةَ (عليها السلام).
قال: قلتُ: وما مصحفُ فاطمةَ؟
قال: إنّ اللهَ تعالى لَمّا قَبَضَ نبيَّه (صلى الله عليه وآله) دَخَلَ على فاطمةَ (عليها السلام) من وفاتِه من الحُزْنِ ما لا يَعلمُهُ إلا اللهُ عزّ وجلّ، فأرسلَ اللهُ إليها مَلَكًا يُسَلِّي غَمَّها ويُحَدِّثُها، فشَكَتْ ذلك إلى أميرِ المؤمنين (عليه السلام)، فقال: إذا أحسستِ بذلك وسمعتِ الصوتَ فقولي لي.
فأعلمتْه بذلك، فجعَلَ أميرُ المؤمنين (عليه السلام) يكتبُ كلَّما سمع، حتى أثبَتَ من ذلك مُصحفًا.
◘ قال: ثمّ قال: أمَا إنّه ليس فيه شيءٌ من الحلالِ والحرامِ، ولكن فيه عِلمُ ما يكون».
المصدر: الكافي للكليني، الجزء الأوّل، صفحة (240)، باب: فيه ذكرُ الصحيفة والجَفْر والجامعة ومصحف فاطمة (عليها السلام).
| 
			 الرواية الرابعة  | 
		
8- محمدُ بنُ يحيى، عن أحمدَ بنِ محمدٍ، عن الحسينِ بنِ سعيد، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عبدِ الصمدِ بنِ بشير، عن فضيلٍ [بن] سُكْرَة قال:
«دخلتُ على أبي عبدِ الله (عليه السلام) فقال: يا فُضَيْل، أتدري في أيِّ شيءٍ كنتُ أنظرُ قبيلَ؟
◘ قال: قلتُ: لا.
قال: كنتُ أنظرُ في كتابِ فاطمةَ (عليها السلام)، ليس من مَلِكٍ يملكُ الأرضَ إلّا وهو مكتوبٌ فيه باسمِه واسمِ أبيه، وما وجدتُ لولدِ الحسنِ فيه شيئًا».
المصدر: الكافي للكليني، الجزء الأوّل، صفحة (242)، باب: فيه ذكرُ الصحيفة والجَفْر والجامعة ومصحف فاطمة (عليها السلام).
| 
			 الرواية الخامسة  | 
		
8- وردَ في الرواياتِ الكثيرةِ عن الأئمّةِ (عليهم السلام) «أنّ عندهم مصحفَ فاطمةَ صلواتُ اللهِ عليها».
ففي الصافي عن بصائر الدرجات قال:
«وخَلَّفَت فاطمةُ مصحفًا، ما هو قرآنٌ، ولكنّه كلامٌ من كلامِ اللهِ أَنْزَلَهُ عليها إملاءً من رسولِ الله (صلى الله عليه وآله)، وخطَّه أميرُ المؤمنينَ عليٌّ (عليه السلام)».
المصدر: بيت الأحزان لعبّاس القمّي، صفحة (32).
| 
			 الرواية السادسة  | 
		
(18) - حدَّثَنا أحمدُ بنُ محمدٍ، عن عمرَ بنِ عبدِ العزيز، عن حمّادِ بنِ عثمان قال:
«سمعتُ أبا عبدِ الله (عليه السلام) يقول: تظهرُ الزنادقةُ في سنةِ ثمانٍ وعشرينَ ومائةٍ، وذلك لأني نظرتُ في مصحفِ فاطمةَ.
| 
			 مختارات من موقع السقيفة:  | 
		
| 
			 موقف عمر سهم أهل البيت من الخمس خطورة الرافضة على الإسلام وأهله أسماء أشخاص أو فرق حذر الذهبي من مصنفاتهم  | 
		
قال: فقلتُ: وما مصحفُ فاطمةَ (عليها السلام)؟
◘ قال: إنَّ اللهَ تباركَ وتعالى لمّا قبضَ نبيَّه (صلى الله عليه وآله) دَخَلَ على فاطمةَ من وفاتِه من الحُزْنِ ما لا يَعلمُهُ إلا اللهُ عزَّ وجلَّ، فأرسلَ إليها مَلَكًا يُسَلِّي عنها غمَّها ويُحدِّثُها، فشَكَتْ ذلك إلى أميرِ المؤمنينَ (عليه السلام)، فقال لها: إذا أحسستِ بذلك فسمعتِ الصوتَ فقولي لي، فأعلمَتْه، فجعلَ يكتبُ كلّما سمعَ حتى أثبَتَ من ذلك مصحفًا.
قال: ثمّ قال: أمَا إنَّه ليس فيه من الحلالِ والحرامِ، ولكن فيه علمُ ما يكون».
المصدر: بصائر الدرجات للصفّار، صفحة (177)، باب: في الأئمّة (عليهم السلام) أنّهم أُعطوا الجَفْرَ والجامعةَ ومصحفَ فاطمةَ (عليها السلام).
| 
			 الرواية السابعة  | 
		
8- (23) حدَّثَنا محمدُ بنُ عبدِ الجبّار، عن ابنِ فَضّال، عن حمّادِ بنِ عثمان قال:
«حدَّثَني أبو بصير قال: سمعتُ أبا عبدِ الله (عليه السلام) يقول: ما ماتَ أبو جعفرٍ (عليه السلام) حتى قُبِضَ مصحفُ فاطمةَ (عليها السلام)».
المصدر: بصائر الدرجات للصفّار، صفحة (178 ، باب: في الأئمّة (عليهم السلام) أنّهم أُعطوا الجَفْرَ والجامعةَ ومصحفَ فاطمةَ (عليها السلام).
| 
			 الرواية الثامنة  | 
		
8- (3)- حدَّثَنا أحمدُ بنُ محمدٍ، عن الحسينِ بنِ سعيد، عن القاسمِ بنِ محمدٍ، عن عبدِ الصمدِ بنِ بشير، عن فُضَيْلٍ سُكْرَة قال:
«دخلتُ على أبي عبدِ الله (عليه السلام)، فقال: يا فُضَيْل، أتدري في أيِّ شيءٍ كنتُ أنظرُ فيه قبلَ؟
قال: قلتُ: لا.
قال: كنتُ أنظرُ في كتابِ فاطمةَ (عليها السلام)، فليس مَلِكٌ يملكُ إلا وفيه مكتوبٌ اسمُه واسمُ أبيه، فما وجدتُ لولدِ الحسنِ فيه شيء».
المصدر: بصائر الدرجات للصفّار، صفحة (189)، باب: في الأئمّةِ عندهم الكُتُبُ التي فيها أسماءُ الملوكِ الذين يملكون.
                
                        